إخلاص محمد إخلاص محمد

في الحقيقة ليلى هي الذئب

كلنا يعرف رواية ليلى والذئب، فلقد سمعناها من طرف واحد ألا وهي ليلى الضحية، ولكن فيما بعد تم الاستماع للجاني (الذئب) فلقد تبين أن الرواية مفبركة، وليست كما نعرف فمن باب الإنصاف، دعونا مرة واحدة نستمع لما يقوله الذئب حتى تتوضح الصورة وتزال الغمة،

فيقول: كنت على علاقة غرامية مع المدعوة ليلى، وكانت اللقاءات تتم بالسر في منزل الجدة بأطراف القرية ولقد تبين لي عدم وجود تكافؤ بيني وبين (المخلوقة) من عدة جهات وكانت تزن عليّ بموضوع الزواج، لكنني صارحتها بعدم نيتي للإقدام على مثل هذه الخطوة لأسباب كثيرة، كان من أهمها أنني لم أكون نفسي بعد، ولست مستعداً نفسياً، فقامت باستدراجي لمنزل الجدة على أساس أن نضع حلاً نهائيا لعلاقتنا، خاصة أنها بدأت تشكو من ممانعة الأهل لخروجها المتكرر من المنزل، وفعلا ذهبت مساء ذلك اليوم المشؤوم لمنزل الجدة، وتبادلنا الحديث وعلى غير عادة الجدة تدخلت بالموضوع واحتدم النقاش حتى خرجت عن وعيي وقمت بضرب الجدة (كف) فسقطت مغشيا عليها، فأوهمتني حفيدتها بأن جدتها قد ماتت وتوقف نبضها، وقالت اهرب بفعلتك الشنيعة قبل أن أصرخ وألم الناس عليك فقمت بلبس ملابس الجدة غير التي كانت تلبسها وتحديداً تناولتها من سلة الغسيل، وهممت بالخروج فما كان من ليلى إلا أن صرخت في الخارج: حرامي.. حرامي..

وما كان من أهل القرية وأبناء عمومتها إلا أن ينهالوا عليّ بالضرب والشتائم وقاموا بتسليمي للجهات الأمنية.

أنا الآن أقبع في السجن وليلى تمارس الدور نفسه مع ذئب آخر، وأطالب بإعادة فتح ملف القضية مرة أخرى لإنصافي من تهمة الشروع بقتل (الجدة)، وسرقة ملابسها والتحرش بليلى، وأهم من هذا أرجو من الناس توخي الحيطة والحذر وعدم تصديق كل ما تقوله ليلى فيما بعد..

المخلص دائماً:

 

ذئب ما كان ليكون ذئبا لولا ليلى.

معلومات إضافية

العدد رقم:
544