فيكتور شمس فيكتور شمس

فنجان قهوة: العولمة … لا تخاطب بغير السلاح!!

أحد المروجين لما يسمى بالنظام العالمي الجديد (العولمة) كان يحدثني منذ فترة… فقال:

لقد أصبح مفهوم اليمين واليسار مفهوماً بالياً وقديماً، وأن ما كان يسمى حركات التحرر العالمي قد بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وكل الدول الاشتراكية التي كانت تدور في فلكه. بدليل أن كافة أحزاب اليسار في أوروبة قد غيرت نهجها بل وأسماءها وأصبحت أكثر ليونة مما سمح لها دخول العالم الجديد من اوسع أبوابه.
والتغيير وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً على حد رأيه لن يكون إلا من داخل هذا التيار الجارف وذلك لن يكون إلا من خلال تغيير الأيديولوجيات الكلاسيكية القديمة واستبدالها بما يتماشى مع الوضع القائم.

ونحن بدورنا نقول لصاحبنا:
بأن ما حدث في فنزويلا والأرجنتين هو وليد الأمس فقط وأن حركة توباك أمارو البيروفية مازالت تناضل هناك أيضاً، مروراً بمقاتلي كولومبيا وجيش التحرير الوطني الزاباتي في المكسيك والعمال الكوردستاني في جبال تركيا وكافة حركات التحرر الوطنية في فلسطين المحتلة.
عدا الجيش الجمهوري الإيرلندي ومنظمة إيتا اللذين يقاتلان من قلب الأنظمة المتعولمة، كل هذه الحركات مازالت صامدة حتى اللحظة.
هذا إن لم نتكلم عن الأنظمة الاشتراكية التي أيضاً مازالت قائمة وتواجه الإمبريالية بكافة أشكالها ابتداءاً بكوبا ومروراً بالصين وكوريا الشمالية وفيتنام وأنغولا…
ثم نتمنى على صديقنا أن لا ينسى بأن أولى المظاهرات ضدالنظام العالمي الجديد الذي يروج له قد انطلقت من قلب الأنظمة الإمبريالية، دافوس وسياتل ولندن وغيرها الكثير.
أخطر ما في العولمة أنها وضعت لنفسها حواجز يصعب كثيراً اختراقها، حيث أننا تعودنا في صراعنا مع الأنظمة الإمبريالية على مخاطبة عقول شعوب تلك الأنظمة أما اليوم فإن الأنظمة الإمبريالية وبالاتكال على الأنظمة المحلية باتت تنشر سمومها في شتى اصقاع المعمورة بأساليب خبيثة، فأصبحت الشركات متعددة الجنسيات العملاقة هي الواجهة التي يصعب كثيراً مخاطبتها، كما استطاعت أن تعسكر هذه الأنظمة المحلية وتوظيفها لحماية مصالحها ومن ثم قمع شعوبها.            

العولمة … لا تخاطب بغير السلاح.

معلومات إضافية

العدد رقم:
177