إحراق الأوراق الثقافية ديمقراطية الكاميرا

في عالم تحول إلى قرية صغيرة، نختزل العالم في كاميرا، أو في صورة بأي لون نختار، وملايين التلفزيونات ومليارات المشاهدين، تنتقل الصورة بكل د..ي..م..ق..ر..ا..ط..ي..ة ..بكل ديمقراطية إلى كل البشر، ليتحول الفعل، ورد الفعل، واللا فعل إلى مجرد صورة، ومن دون هذه الصورة ..لا قيمة لأي شيء.

من يتحكم بهذه الصورة، وكيف تروج ولماذا تروج بهذا الشكل أو ذاك؟. 

في أيام الخميس التي بدأت قبل أكثر من شهر، والتي سميت بالخميس الفلسطيني لم يكن أي من المعتصمين، أو لنقل المجتمعين من أجل قضية فلسطين ينتظر كاميرا لتصوره، وفي كل التظاهرات التي تبعتها، والتي كان منطلقها ذلك الغضب العارم من عدم قدرتنا على الفعل، لم نكن ننتظر كاميرا واحدة غبية لتصورنا، أو أي جهاز مونتاج تضيع فيه صورنا هكذا، لقد خرجنا بسبب الاحتقان الناتج عن ذلك الخواء.

نحن شخوص في مسرحية مؤجلة، نحن شخوص في مسرحية غير قادرين على الفعل،نمشي في دوائرنا المغلقة،  بالرغم من كل ما في أذرعنا من أناشيد، وفي أفواهنا من شعارات.

يحق لنا أن نسأل جهاراً: لماذا نحن هكذا ؟ من حوَّلنا إلى ما نحن عليه؟.

* عمرو سواح

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.