حلال على نساء الأمراء حرام على الشـعب!!

لاتزال المرأة السعودية من أكثر نساء العالم العربي عزلة عن المجتمع واضطهاداً باسم الدين، والدين من ذلك براء، لدرجة أنها لاتملك حتى الآن بطاقة شخصية لها..

ويبدو أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تلعب دوراً سيئاً في حياة الناس الاجتماعية وتتدخل في شؤونهم الخاصة، وقد كشف هذا الدور السيىء حادث حريق مدرسة البنات في مكة الذي ذهب ضحيته 14 فتاة واستغلت الصحف السعودية الحادث وشنت حملة على هذه الهيئة واتهمتها بتعطيل مهمات الإسعاف لإنقاذ فتيات المدرسة بدعوى «الخوف من الاختلاط وكشف عورات النساء» والتقطت منظمة العفو الدولية الاتهام ودعت الحكومة السعودية إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة لوضع حد لكل أشكال التمييز بحق النساء».

يبدو أن هيئة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ليس لها نصير في الصحف وصورتها لدى الناس ليست أحسن حالاً، وتصعيد الاتهامات ضدها في حادث المدرسة مؤشر إلى علاقتها غير الحسنة بالمجتمع السعودي.

 ومن أبرز المآخذ على هذه الهيئة أنها تتعامل مع الناس من خلال مبدأ «سد باب الذريعة» الذي قال عنه ابن حزم الأندلسي «لو كان صحيحاً لوجب جَب ذكور الرجال منعاً للزنى» ومن هذا الباب وسع بعض رجال الهيئة مفهوم الحسبة إلى درجة التدخل في خصوصيات الناس وتوقيفهم وتفتيشهم ومراقبة تحركاتهم والتجسس عليهم والدخول إلى بيوتهم بتسلق الأسوار، إلى غير ذلك من التجاوزات التي تحولت إلى قصص يتداولها الناس في مجالسهم، لا تجري مناقشتها بشكل علني لكن حادث مكة فتح ملف الهيئة، وكتبت مقالات تتحدث عن علاقاتها بالمجتمع وبتجاوزاتها على المرأة في الأسواق والمطاعم بدعوى الحفاظ على «الفضيلة» التي أصبح ثمنها فقدان الحرية في معظم الأحيان.

إن هذه الهيئة التي جعلت نفسها فوق المجتمع وقيّماً على شؤون الناس والحفاظ على الفضيلة تغض النظر عما يجري في قصور الأمراء. فقد نشرت صحيفة «الوطن الإلكترونية» التي تغرد خارج السرب خبراً تحت عنوان «حلال على الأمراء» مع صور قالت فيه:

«ما هو حرام على الشعب السعودي هو حلال زلال على أمراء بني سعود بلا سائل ولا مسؤول» جاء فيه:

المرأة في العربية السعودية مثلاً ممنوعة من قيادة السيارات وممنوعة من التبرج والخروج من بيتها دون لبس الخمار أو القناع من رأسها إلى أخمص قدميها، غير أن الأميرة السعودية الحسناء «سماهر» كريمة الأمير تركي بن عبد العزيز غير مشمولة بقوائم الحظر المفروضة على أبناء الشعب، ولذلك أقام لها والدها حفلة صاخبة ماجنة بمناسبة عيد ميلادها شرب الأمراء فيها «الويسكي الحلال» حتى مطلع الفجر ورقصوا وهيصوا، مع الأميرة سماهر.

الصحف السعودية طبعاً محظور عليها أن تتابع مثل تلك الحفلات الصاخبة وتصم أذنيها ومهمتها الوحيدة هي التسبيح بحمد الملك وبقية الأمراء.

ترى هل شاهد الشيخ ابن الشيخ مفتي السعودية سماهر ووالدها وبقية الأمراء في تلك الحفلة، أم أنه مشغول بالإفتاء في توافه الأمور وبتحريم العمليات الفدائية ضد الصهاينة القتلة وداعميهم ممن هم وراء المحيط؟

فمتى ستعامل المرأة السعودية معاملة الإنسان الكريم وتنال حقوقها وتعامل معاملة كريمة، فالنساء شقائق الرجال لا عبيداً لهم!!

 

* إعداد: عادل الملا

معلومات إضافية

العدد رقم:
172