فاطمة إبراهيم.. تلك المناضلة المبدعة

انضمت «فاطمة إبراهيم» المناضلة والكاتبة السودانية لعزمي بشارة وصنع الله إبراهيم ونصر حامد أبو زيد وغيرهم.. في الحصول على جائزة «مؤسسة ابن رشد» لهذا العام تقديراً «لدورها الرائد في الحقل السياسي وكفاحها المستمر من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية»..

الجائزة يمكن اعتبارها تحية لنضال الحزب الشيوعي السوداني، وما ارتبط بهذا الحزب من نضالات نقابية ونسائية، ففاطمة إبراهيم هي آخر وجه من القيادة التاريخية للحزب التي ضمت كبار شهدائه أيضاً، الأمين العام عبد الخالق محجوب والشفيع الشيخ الزعيم النقابي. وفاطمة إبراهيم ليست زوجة الشفيع فحسب، ولكنها عضو في قيادة الحزب ومؤسسة الاتحاد النسائي السوداني ورئيسة تحرير مجلة صوت المرأة، وبهذه الصفة قادت فاطمة إبراهيم نضال المرأة السودانية الذي حقق لها حق التصويت والانتخاب. فضلا عن حقوق الاشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والقضاء، والمساواة في فرص التأهيل والترقي والأجر المتساوي للعمل المتساوي وإلغاء بيت الطاعة.
لفاطمة إبراهيم التي كانت بعد انتخابات 1965 أول نائبة سودانية سيرة خصبة قبل محنة الحزب على يد جعفر النميري، كما كانت لها سيرة خصبة أيضا بعد المحنة فقد أمضت في الإقامة القسرية بعد استشهاد زوجها عامين ونصف عام، ولم تتوقف عن نضالها على الرغم من تهديدها بالسجن المؤبد، وبعد مضايقات عدة استطاعت أن تغادر السودان لتواصل نضالها في المنفى وعادت العام 2005 لتنتخب من جديد نائبة عن الحزب الشيوعي في البرلمان السوداني.
 هذه الجائزة لفاطمة إبراهيم هي جائزة للسودان في أفضل جوانبه، وللمرأة العربية السودانية في نموذج فريد لهما، لكنها قبل كل شيء جائزة للحزب الشيوعي السوداني الذي كان من أكثر الأحزاب الشيوعية العربية قوةً، عدا عن أنه مثّل تلك الآونة مستقبل السودان ونخبه الحديثة، وشخصيته الوطنية ومؤسساته الجامعة، وفي مثل هذا الوقت الذي يعاني فيه السودان الحروب الأهلية والانقسامات فإن تحية الحزب الشيوعي السوداني هي أيضا انحياز لبرنامج ديمقراطي وطني لتوحيد السودان وبنائه..           

معلومات إضافية

العدد رقم:
284