«هدوء نسبي»: تركيب بغداد على ضفاف العاصي

يقوم المخرج شوقي الماجري بتصوير عمله التلفزيوني الجديد «هدوء نسبي» (تأليف خالد خليفة) في مدينة حماة، والمسلسل يتناول قضية احتلال العراق من الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم الطرح الدرامي من خلال معاناة الصحفيين العرب والأجانب في بغداد قبل وأثناء سقوطها، عبر قصة حب فريدة من نوعها تجمع بين المراسلة الصحفية المصرية ناهد (نيللي كريم) والمراسل الصحفي السوري ناجي (عابد فهد).

جهات الإنتاج العربية التي تعاونت في إنتاج هذا العمل الضخم (""إيبلا الدولية"، "قطاع الإنتاج المصري"، "روتانا خليجية"، "art")  دعت إلى مؤتمر صحفي في فندق «أفاميا الشام» (الفندق الذي سيكون فندق فلسطين في المسلسل). «قاسيون» كانت حاضرة في المؤتمر الذي جمع كلاً من: المخرج شوقي الماجري، الكاتب خالد خليفة، رئيسة قطاع الإنتاج التلفزيوني المشترك في مصر راوية بياض، الفنان عابد فهد، الفنانة المصرية نيللي كريم، الفنانة المصرية أميرة فتحي، الفنان العماني إبراهيم الزجالي.
في البداية وصف الماجري عمله بأنه «ليس توثيقاً كـ«الاجتياح» بل إن الجانب الروائي سيكون أكبر في هذا العمل»، فالمسلسل يقدّم نماذج عديدة من الصحفيين العرب الذين قدموا جهوداً جبارة وأثماناً باهظة جداً وصلت إلى درجة التضحية بحياتهم في سبيل الحقيقة،
من جهته أوضح الكاتب خالد خليفة أن عنوان العمل جاء من صيغة صحفية تداولتها العديد من الفضائيات هي «هدوء نسبي في العراق»، وهي عبارة تراجيديا بكل معنى الكلمة ذلك أن العبارة لا تعني إلا استراحة قصيرة من الموت.
خليفة حي الصحافة العربية لما دفعته من أثمان باهظة كسرت احتكار وسائل الإعلام الأمريكية للخبر كما حصل في حرب الخليج الثانية، كما أن الصحافة العربية اعتبرت طرفاً في الحرب من الأمريكان مما جعلهم يستهدفون الكثيرين منهم. أما عن مصدر معلوماته فقال «معلوماتي جاءت من متابعتي لحوادث الحرب العراقية يوماً بيوم، ثم من صحفيين عرب وإنكليز وأمريكيين قدموا لي إجابات عن أسئلتي دون أن يبخلوا بشيء لكن يبقى المصدر الأهم هو البحث الإنساني في كوامن أولئك المراسلين».
عابد فهد قال: «إن هذا المشروع من الأعمال الصعبة جداً، واختياره جاء للبرهان على أننا جزء مما يجري ونعيش في ظل الحصار ذاته ونبحث عن الحرية ذاتها كوننا شعباً عربياً واحداً»، وعن خطورة هذه التجربة خصوصاً في ما قد تثيره من ردود فعل لاحقاً قال فهد: «لا بد من خطورة.. لكن علينا أن ندافع عن الحقيقة». أما البطلة نيللي كريم فأمتدحت المصداقية العالية في أداء الممثلين التي ستبدو واضحة من خلال هذا «العمل العربي المتكامل» الذي أوصلها إلى الإحساس أنها حقاً في مهمة صحفية في بغداد: «نحن نعيش حياة الفندق أثناء التصوير كما عاشها الصحفيون».
تم اختيار حماة مكاناً افتراضياً للأحداث نظراً لتشابهها الكبير مع بغداد، خصوصاً بوجود نهر العاصي الذي يقدم صورة قريبة لدجلة.
قصة ناهد وناجي اللذين تربطهما علاقة حب قديمة، حيث يعيشان في القاهرة ويعملان لمصلحة وكالتي أنباء مختلفتين، وبعد سنوات من الفراق يلتقيان في بغداد حيث جاء كل منهما لتغطية أحداث الحرب، وفي ظل الدمار الكبير الذي تعيشه المدينة يصبح الحب ملاذاً أخيراً. وتمر أحداث جسيمة حيث يقاد ناجي إلى معتقل «أبو غريب»، وتبذل ناهد قصارى جهدها لتحريره، وحين تنجح تختطفها جماعة متطرفة، فيقوم ناجي برحلة طويلة للوصول إلى إطلاقها، وخلال هذا كله نشاهد لا إنسانية الحرب الأمريكية، وكذب مزاعم أمرائها، على خلفية الكوارث التي يعيشها العراقيون.
يشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما العربية: بيير داغر (لبنان)، ندين سلامة (فلسطين)، محمد جمعة (تونس)، جواد الشكرجي (العراق)، نادرة عمران (الأردن).. مدير التصوير زبيغنييف بريتشنسكي، مهندس الديكور زياد قات، تصميم الملابس سهى حيدر، الموسيقى التصويرية رعد خلف، المنتج الفني صلاح طعمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
406