رامي الصليبي رامي الصليبي

رداً على مقالة... «أشياء لا تحدث إلا في ساروجة»

حقاً... للحياة في حي ساروجة الدمشقي مذاق آخر، إنه حي صغير ووديع.. ولكن كل ما هنالك أنه أصبح مرسى أحلام الكثيرين ممن لم يجدوا في واقعهم ما يلبي أحلامهم وميولهم.

صحيح أن الكثيرين يحلمون بزواج السفر والـ«شنغل»، ولكن السؤال الذي كان يجب أن يسأل، لماذا؟ لماذا يصحو رواد ساروجة صباح كل يوم وقد صاروا فرانكفونيين أو أنجلوساكسونيين؟
قرب «جامع الورد، نزلة جوزة الحدبة».. المكان بات صورة مصغرة لواقع مجتمع كامل متعب ومرهق يحلم بما وراء البحر.
فلماذا يحاول الكثيرون تهميش مشكلاتهم وتحويلهم لكوكتيل من الشباب العابث واللاهي، بل أنك لو ارتدت هذا المكان وتعرفت على أهله وناسه لعرفت معنى المكان.
لا أنكر أن هناك موجة من الهرطقات قد اجتاحت المكان في الأشهر الأخيرة، لكن هذا لا يمحو ماهية المكان وجماليته، وإذا كنت ـ أنا أو غيري ـ أود إلقاء الأحكام على رواد المكان، فسأسأل نفسي أولاً: لماذا أنا هنا؟ ما الذي يشدني لهذا المكان؟
في ساروجة.. هنالك شعراء مغمورون، منهم الموهوب، ومنهم الذي لا يمت للشعر بصلة، هذا صحيح. وهنالك المسرحيون الحقيقيون، وهنالك لابسو الأقنعة.. لا أنكر هذا، لكن في النهاية ساروجة صورة لأي شارع أو صالون ثقافي في العالم، وربما لو كنا في زمن ووضع ثقافي آخر لأصبحت ساروجة كالهافانا أيام زمان، أو فريدي بار في أيام عزه.
سواء أكان الساروجيون أشباه فنانين أو فلاسفة أو شعراء في علبة سردين مغلقة أو في بئر في إحدى صحارى العرب، فهم على الأقل بشر.. بشر لا يطمحون لسلطة أو تقييم من أية مؤسسة سلطوية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
415