أوستر: «آه يا سيد بوش، أنت تخيفني حقاً»!

«آه يا سيد بوش، أنت تخيفني حقاً .. من قمة رأسي حتى أخمص قدمي/ طيفك ماثل في أروقة الموت في تكساس/ الموسرون وحدهم في الجنة والمفلسون وراء القضبان /والهزيلون يرحلون/ إلى الجحيم إلى الجحيم إلى الجحيم.

آه يا لعنة الانتخاب المريب؟ كيف أمكن أن تكون بمثل هذه الخسة / تقول إن الآخرين يمثلون الشر؟ غير أنك تنحني أمام مذبح الأذية.

آه يا أداة المال والنفط/ كم تجعل الدم يغلي في عروقي/ تدوس على الفقراء المبتلين، بفضلك، بالكد من أجل فلسين، من أجل فلس(...)»..

هذه الكلمات ليست كلمات شاعر من منطقتنا، ولا ينتمي إلى أي من التيارات المناهضة لتحركات بوش في العالم في أي من الدول الأوربية، بل هذه قصيدة مغناة قام بنظمها واحد من أهم الروائيين الأمريكيين في القرن العشرين واسمه بول أوستر، وعمل على تلحينها موسيقي فرنسي يسكن معه في الحي نفسه في مدينة نيويورك.. كانت بمثابة لعبة بين الاثنين تعبيراً عن حقدهما وكرههما إلاّ أنها سرعان ما توسعت لتصبح أغنية يتغنى بها مناهضو بوش في أمريكا.

ورد ذكر هذه الأغنية في لقاء أجري معه في إحدى الصحف الفرنسية وجاءت كرد عندما سأله الصحافي: أنت عائد من مظاهرة احتجاج ضد جورج بوش، فما هو رأيك في السياسة الأمريكية: فأجاب صاحب ثلاثية نيويورك: «إنها كارثة شاملة كارثة على بلدنا، وعلى العالم بأسره. مما لا شك فيه أن بوش كذب بشأن أسلحة الدمار الشامل، وهذه الحرب كان ينبغي لها ألا تحدث.. لذلك أنشر هنا وهناك أحياناً بعض المقالات ضد السياسة الأمريكية. بالإضافة إلى أغنية قمت بكتابتها ضد سياسة بوش»..

واوستر هو واحد من موجة كبيرة من الكتاب الأمريكيين الذين بدأت تحركاتهم تزداد في الفترة الأخيرة، مع الأخذ بالعلم أن بول أوستر مواطن أمريكي صالح إلى حد بعيد فقد تأثر كثيراً بعد أحداث 11 أيلول كالكثير من مواطنيه، وسجل الكثير من المواقف التي تتناقض مع موقفه الحالي في بداية الحرب الكونية التي أطلقها جورج بوش، بعد11أيلول.. 

 

يعتبر بول أوستر في يومنا هذا واحداً من أهم كتاب الرواية الأمريكية، والذي يحلو للبعض أن يصفه أنه كاتب أوربي يقيم في فرنسا، يعتبر واحداً من مؤسسي شكل جديد من الكتابة في أميركا، وتأتي هذه المقابلة بمناسبة إطلاق روايته الجديدة وبمناسبة مرور سنة على الحرب الأمريكية على العراق.