تابوكي.. بيسوا الإيطالي يرحل

توفي الروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي في لشبونة، وطنه الثاني، عن 68 عاماً إثر مرض عضال.. وأعلن ناشره الفرنسي ان الكاتب توفي في المستشفى محاطاً بعائلته، بعد اكتشاف إصابته بسرطان منتشر في كل أعضاء جسمه مصادفة قبل حوالي 15 يوماً، أثناء خضوعه لعملية جراحية في الورك. وكان أنطونيو تابوكي يعتبر من أكبر الكتاب الأوروبيين المعاصرين، وهو صاحب حوالي عشرين كتاباً وترجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة، من بينها العربية.

وقد حولت روايات عدة له إلى أفلام سينمائية مثل «ليلية هندية» (جائزة ميديسيس للكتّاب الأجانب لعام 1987) للمخرج آلان كورنو، و«بيريرا يدعي» للمخرج روبرتو فاينزا، وبطولة مارتشيلو ماستروياني.
وكان تابوكي أستاذاً للغة والأدب البرتغالي في جامعة سيينا (إيطاليا). وكان شديد الاهتمام والتأثر بأعمال الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا الذي اكتشف مؤلفاته فوقع تحت سحره وكرّس معظم جهوده وكتاباته حول دراسة أدب بيسوا، فدرس أيضاً لغته البرتغالية وانتقل ليعيش في أمكنة ذاك الكاتب، ويقوم بأبحاث رائعة ومؤثرة حول أدب الرجل، بل ويكتب الروايات عنه.
هو أيضاً قصّاص ماهر، إذ يعرف كيف يأسر اللحظات الهاربة، من تاريخ بلاد بأسرها، ليقدمها إلينا، بلغة شيقة، تستولي على دهشتنا. بهذا المعنى، تقترب رواية «بيريرا يدّعي» من روايته الأولى «ساحة ايطاليا». فهو في هاتين الروايتين، يحاول أن يقدم تاريخ المهزومين، الذين بقوا على هامش التاريخ الحقيقي، بالرغم من أنهم هم الذين صنعوه في واقع الأمر.
■■