يوم المرأة بريشة ناجي العلي وقلم محمود درويش

 لديني ... لديني لأعرف في أي أرضٍ أموتُ

وفي أي أرضٍ سأُبعث حيا

سلامٌ عليكِ وأنتِ تعدِّين نارَ الصَّباح،

سلامٌ عليكِ...سلامٌ عليكِ.

المرأة الوطن

المرأة كما الرجل حاضرة دائماً في رؤية الفنان ناجي العلي المركزية للصراع بين الأمة العربية وأعدائها، فهي لا تغيب ضمن شخوص رسومه الكاريكاتورية في المجالات كافة وعلى مختلف الأصعدة، وهي ليست فاطمة العربية الفلسطينية فحسب، بل تتعدى ذلك عندما يصور ناجي الوطن أو الشعب أو الأرض أو المخيم.. الخ.. بامرأة.. فالمرأة هي فلسطين وهي مصر وهي لبنان وهي «عين الحلوة» و«صبرا» و«صور » و«صيدا» والجنوب والانتفاضة في الأراضي العربية المحتلة.. كل ذلك في الدلالة على العطاء والخصب والحب والتضحية.. فها هي فلسطين امرأة حبلى لحد الانفجار ، ملقاة فوق أرض الصخرة المشرفة مقيدة القدمين بأنبوبة نفط... 

  انه إعطاء روح القدسية للمولود بقدسية المكان وعنف قيد النفط، السلاح المرتد إلى عكس هدفه، وهو التبشير بانفجار الغضب الشعبي وولادة الانتفاضة العملاقة في مواجهة المحتل الغاصب.. إنها صورة إبداعية مؤلمة، محزنة، محرضة ومبشرة..

 أما آن لي أن أقدِّم بعض الهدايا إليكِ

أما آن لي أن أعودَ إليكِ؟

لِديني لأشرب مِنك حليبَ البلادْ

وأبقى صبياً على ساعديكِ

وأبقى صبياً إلى أبد الآبدين.

أما آن لي أن أُقدِّم بعض الهدايا إليكِ

أما آن لي أن أعود إليكِ؟

أمي! أضعتُ يد يَّ على خَصْرِ امرأةٍ من سراب.. أُعانق رملاً أُعانق ظِلاً.. رأيتُ كثيراً يا أمي..  رأيتْ لِديني لأبقى على راحتيكِ.. آه، يا أُمي..

 أحِنُّ إلى خُبزِ صَوْتِكِ أمِّي!

أحِنُّ إليكِ يا أمِّي 

أحِنُّ إلى خُبزِ أُمي، وقهوة أُمي، ولمسة أُمي...

وتكبر فيَّ الطفولة يوماً على صدرِ يومٍٍ

وأعشقُ عمري لأني إذا مُتُّ

أخجلُ من دمع أُمي...

 اجمل الأمهات التي انتظرت ابنها؟

أجمل الأمهات التي انتظرتُه

وعاد مستشهداً

فبكت دمعتين ووردة

ولم تنزُوِ في ثياب الحداد

 لم تنتهِ الحرب لكنه عاد

ذابلة بندقيته ويداه محايدتان

أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد

أجمل الأمهات التي عينها لا تنام

تظل تراقب نجماً يحوم على جثة بالْظلام

لن نتراجع عن دمه المتقدم في الأرض

لن نتراجع عن حبنا للجبال التي شربت روحه

فاكتست شجراً جارياً

 نحو صيف الحقول... صامدون هنا... صامدون هنا

قرب هذا الدمار العظيم

وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا

في القلب غصن الوفاء النضير...

صامدون هنا... صامدون هُنا...

  كما ينبت العشب بين مفاصل صخرةْ

وُجدنا غريبين يوما

وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً... ونجما

وكنت أؤلف فقرة حب...

 

لعينيكِ... غنيتها!