ملوحيات.. تاريخ بغداد «مدينة السلام»

تمهيد: ألف الكتاب أحمد بن علي الخطيب البغدادي ويقع في خمسة عشر جزءاً.

قرأتُه مرتين وأعيدُ قراءته للمرة الثالثة، وقد أثارني عنوان الكتاب (تاريخ بغداد أو مدينة السلام). إذن فقد كانت بغداد في عهد المؤلف (1002 ـ 1072) أي في القرن الحادي عشر مدينة سلام، فحولها بوش مجرم الحرب الأمريكي وبلير مجرم الحرب الإنكليزي إلى مدينة الحرب والعدوان.

ذكر ياقوت الحموي أسماء 56 كتاباً من مصنفاته أفضلها (تاريخ مدينة السلام).

لا أريد الحديث عن الكتاب ولا عن مؤلفه ولكن شعوري بأني من (حمص) ونفيت نفياً إلى دمشق أثارتني حادثة في الكتاب الجزء5 ص293 جاء فيها:

الطرفة:

قال حسان بن محمد الفقيه: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق السراج يقول: وا أسفاً على بغداد!! فقيل له: ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال: أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلاً على باب الدرب يقول لآخر: من هذا الميت؟ قال: غريب كان هاهنا.

فقلت: إنا لله. بعد طول إقامة أخي واشتهاره بالعلم والتجارة يقال: غريب كان هاهنا. فحملتني هذه الكلمة على الانصراف  إلى الوطن.

قرأت هذه الحكاية الموجعة وجعلت أردد أبيات علي بن الجهم:

يا رحمتا للغريب في البلد النا

                زح ماذا بنفسه صنعا

فارق أحبابه فما انتفعوا

          بالعيش من بعده ولا انتفعا

يقول في نأيه وغربته:

            عدلٌ من الله كل ما صنعا

● تاريخ دار السلام: ج11 ص378

 دمشق 10/10/2003

■ عبد المعين الملوحي

 

 «شيوعي مزمن»