إحراق الأوراق الثقافية.. بين التقليد و الخلق

عند زيارة أي من العروض الأوربية الجيدة لأحد المسارح السورية، تترك هذه العروض أثراً كبيراً على الساحة المسرحية السورية، يتجلى في بعض الأحيان بإعادة فتح ملفات مسرحية قديمة لم تغلق أصلاً، أو فتح نقاشات أكثر سخونة أحياناً تتعلق في مدى فهمنا للمسرح.

فعندما يأتي عرض بتقنيات تتعلق بالإضاءة يشير البعض قائلين: هذا هو المسرح، لقد وجدنا ضالتنا. لكن الأوربيين سرعان ما يفاجئوننا بعرض آخر قائم على السرد ولا يقل أهمية من حيث القيمة عن سابقه، فيعود البعض ليقول: لا.. لا .. هنا ضالتنا لقد وجدنا ما نصبو إليه، هنا يكمن جوهر المسرح. إلاّ أن الأوربيين يسارعون بعدها بصفعنا بعرض بعد ذلك أقرب إلى السيرك منه إلى المسرح، ويمتلك الممثلون العاملون فيه إمكانات جسدية هائلة، فينظر البعض ويقول:يبدو أننا أخطأنا نعم هكذا يكون المسرح، هذا تماماً ما كان ينقصنا. لكن الجديد القادم مرة أخرى يكون بعيداً كل البعد عن العرض السابق، فنقف أمام عرض أبسط بكثير من كل هذه التقنيات التي طرحت. لكن دائماً يترك هذا العرض الزائر الكثير على بساط البحث. لتبقى الكثير من العروض المسرحية نسخ مشوهة عن العروض المسرحية المستوردة إلينا لتصنع وكأنها موزاييك من هذه العروض الغربية.

إلاّ ان المتلقي يشعر بالفرح عند حضوره عرضاً كعرض ()غفوة() على خشبة مسرح القباني، لفرقة الساجر في دمشق، والتي أخذت اسمها عن الراحل فواز الساجر، ففد استطاعت هذه الفرقة أن تقدم بنوع خاص من الأداء هو الإيماء عرضاً متماسكاً، استطاعت أن توظف خصوصية فن أوربي، لايزال حديثاً على أرض مسارحنا السورية وتكسبه نكهة خاصة، بعيداً عن كل البحوث والدراسات التنظيرية ليخرجوا بعرض يحمل خصوصيتهم.. غفوة عرض بعيداً عن التجريب بعيداً عن المحاولات ناجح بالكثير من المعايير..

■  عمرو سواح 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.