إحراق الأوراق الثقافية الحدث

إن المتابع للصفحات الثقافية في سورية، يلاحظ التراجع الملحوظ لكافة الأحداث والأنشطة الثقافية المحلية، وصعوبة أن تمتلئ أي صفحة لمتابعات من شارع الثقافة السورية بخبر يدعو المتلقي لقراءته، فصفحة مياه الثقافة السورية باتت راكدة تنتظر خبر موت أديب أو فنان، أو مثقف لتكتب عن ماضيه وعن عبقريته، بتنا نعيش حالة من حنين إلى الماضي بكل إنجازاته ونقف مكتوفي الأيدي دون أي قدرة على الإنجاز أمام مضارع شحيح وعقيم.

فالمسرح السوري، بدون أي منجز حقيقي، بينما يقف مخرجوه الكبار لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، فتتعثر مشاريعهم مرة تلو مرة تلو مرة.

صالات المعارض التشكيلية، لم تحتضن أي معرض فني يرقى إلى مستوى الحدث، وبقيت تقدم معارض تمر ملوحة، لتعلن عن حياة رتيبة ومملة. صالات السينما، ما زالت تعرض لجاكي شان وفان دام، وفيلم واحد لمؤسسة السينما أو فيلمان يخرجان بعد مخاض عسير، مع توقعات كثيرة بحصول قفزة، لكنها لا ترقى إلى مستوى الخطوة.

شعراء وروائيون وقصاصون، تتراكم كتبهم، على الرفوف بمنجزات وهمية، لا تتعدى الكم، وبالكاد تجر ناقداً للكتابة عنها. ومجلات لا يقرأها إلاّ المحررون الذين يعملون فيها.

لقد غاب الحدث الثقافي. تماماً عن الساحة السورية، حدث جماعياً كان أم فردياً..

كنت أذكر هذه العبارة جيداً، «راح نص عمرك لأنك... ما قريت كتاب...»، «راح نص عمرك لأنك... ما حضرت مسرحية، فيلم.. معرض...»

الآن لا شيء يقدم صفعة الحدث.. لا شيء جديد.. بل كل شيء... ؟؟؟؟؟؟

■ عمرو سواح

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.