ماذا تقول ياصاحبي؟! العين والمخرز

■■ إن الشعور بجدية التهديد الأمريكي باحتلال العراق يدفع الجميع إلى البحث عن الوسائل الكفيلة بمجابهة الخطر المحدق بالجميع،وهو الشغل الشاغل للناس.. ومن الملاحظ ازدياد الإحساس والشعور بالمسؤولية تجاه ما يهدد الوطن.

■ نعم ولكن يبقى السؤال الملح: هل بالإمكان مواجهة جبروت الترسانة العسكرية الأمريكية أو كما يقال: هل تستطيع العين مقاومة المخرز؟!

■■ هنا بيت القصيد.. فجواب هذا السؤال ماثل في واقع تاريخ الشعوب قديماً وحديثاً بل هو واضح كل الوضوح فيما يراه العالم بأسره اليوم على أرض فلسطين من مقاومة باسلة أسطورية، حيث يجابه الشعب الفلسطيني البطل الأعزل .. بالسواعد والصدور طغيان قطعان النازية الجديدة.. غيلان الصهيونية المجرمة.. هذه المقاومة الرائعة التي تضيء بنورها الساطع.. بتضحياتها العظيمة.. الواقع العربي فتستثير شعور الفداء وتلهب حماس الجماهير للدفاع عن الوطن.. عن البقاء والوجود.

■ أنا أعتقد أن أولى الخطوات، لكي يتجسد ذلك واقعاً حياً، هو إطلاق طاقات الجماهير المكبوتة لتأخذ مسارها الصحيح وصولاً إلى  رص الصفوف ووحدة القوى الوطنية والتقدمية.

■■ بالفعل وهذا ما يطرحه الواقع وماتلمسه في كل مكان..ومثال على ذلك ما شاهدته وما أحسست به خلال الحفل التأبيني بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة المناضل الفلسطيني  المعروف يوسف البرجي أبو مصطفى أحد مؤسسي منظمة الصاعقة،و صاحب السجل المشرف في النضال من أجل انتصار قضية الشعب الفلسطيني ـ هذا الحفل الذي أقيم بداره في ركن الدين وحضره العديد من قادة المنظمات الفلسطينية وكوادرها إلى جانب ممثلي الطيف السياسي الوطني ـ وكانت أحاديث  الجميع برمتها تصب في اتجاه واحد: الواقع الراهن ومستلزمات مواجهته.

■ ومن الطبيعي ـ كما أظن ـ أن الأحاديث تناولت تطور الأحداث منذ خمسينات القرن الماضي، وماآلت إليه حركة التحرر الوطني العربية من تفكك وضعف وانكفاء.. وأسباب ذلك..وتباين وجهات النظر في تشخيص هذا الواقع وفي تلمس  الوسائل القادرة على درء الأخطار ورد العدوان!!

■■ تماماً هذا ما كان فعلاً.. وأستطيع إيجازه ضمن العناوين التالية:

■ الصراعات بين القوى والفصائل الوطنية والقومية التي أخذت شكل التناحر الضاري بدافع التعصب ورفض الآخر.

■■ دور الحكام والرجعية العربية.

■ عدم الاستفادة الفعلية من الفرص الثمينة التي وفرها وأتاحها وجود الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية.

■■ الإساءات البالغة التي ارتكبها الكثير من ـ قادة ـ حركة التحرر بحق شعوبهم.

■ الخسارة بانهيار الاتحاد السوفييتي.

■■ سبيل الخلاص تصنعه الجماهير العربية بنهوضها لتأخذ دورها في الدفاع عن وجودها وحقها في الحياة الحرة الكريمة.. وإرهاصات ذلك بدأت تتوضح.

وهذا يتطلب أول ما يتطلب ـ كما قلت أنت ـ إطلاق  الحريات الديمقراطية ورص الصفوف ووحدة الخندق الوطني والقومي، وبذلك تستطيع العين أن تقاوم المخرز.. فماذا تقول يا صاحبي؟؟!!

■ محمد علي طه

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.