بعد مرور 18 عاماً على اغتياله.. ناجي العلي لكل زمان!!

ناجي العلي الوجه الآخر للقضية الفلسطينية نبضها ولونها.. وشكلها.. كانت ريشته أمضى من بندقية وأقوى من الرصاص..

بلوحاته أدخل رعباً إلى قلوب أعدائه.. ومازال. ففي التاسع والعشرين من شهر آب مرت الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد معلم الرسم الكاريكاتيري إثر طلقة غادرة من الخلف من قبل عملاء الموساد وبعض المتعاونين الخونة ودخل في 22 من تموز عام 1987 في غيبوية.. إلا أنه فارق الحياة تاركاً ريشته وحيدة وسط المتخاذلين والمهرولين في عاصمة الاغتيالات السياسية «لندن».

ناجي العلي.. الفنان  الشهيد الذي استطاع بريشته أن يرسم أحلام الشعب الفلسطيني وآلامه بكل بساطة وجرأة لا مثيل لها معتمداً على نبض الشارع الذي تكمن فيه كل الحقيقة... شوارع المخيمات التي عاشت فيها زينب ومحمد وفاطمة.. انبثق «حنظلة» ناجي العلي الذي أصبح وساماً على صدور الشباب الوطني كرمز شامخ للمقاومة والنضال.

ولد ناجي العلي في قرية الشجرة شمال فلسطين ودمرت قريته بعد نكبة 1948 عن بكرة أبيها ليعيش حياة الهجرة واللجوء ككل الفلسطينيين في أحد المخيمات اللبنانية ومنها إلى طرابلس ثم إلى الكويت ليعود ثانية إلى لبنان التي كانت بداية تجربته الفنية مع الكاتب الشهيد غسان كنفاني الذي انبهر بالرسومات النادرة التي تفضح المتخاذلين وعملاء أمريكا وإسرائيل...

وأصبحت لوحاته قابلة لأي زمان ومكان....

حين رسم للمقاومة كان يعلم أن هناك أياماً آتية أصعب بكثير من النكبة والنكسة واجتياح الـ 82 فجعل من المقاومة ثقافة دائمة.. وكان «حنظلة» فيلقاً بأكمله... وفدائياً يقض مضاجع الجبناء.. وغدا ناجي العلي «خبزنا اليومي.. وفنجان قهوتنا الصباحي»..

ناجي العلي ليس رساماً كاريكاتورياً عالمياً وحسب.. بل إنه رسام قضية . استشرف المستقبل من خلال رسومه فمضى إليه.. قبل أن يمضي الرصاص إلى جسده..

 

مات شهيداً.. ليظل حاضراً وخالداً في عقولنا ووجداننا..