فيلم وأغانٍ من أجل محمد جومر

أصر أهالي مدية دير عطية أن يجعلوا من الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب والشاعر محمد جومر مناسبة فوق العادة، وفي ختام الأسبوع الثقافي الذي قدَّمته «لجنة دعم العمل النسائي» حيث خصص الختام لهذه الذكرى، كانت المناسبة بمستوى الحدث، ذلك أن القاعة الرئيسية في «القصر الثقافي» بالمدينة التي امتلأت بالناس بدت صورة نقية للمحبة التي يحملها المكان لابنه الكاتب.

البداية كانت مع فيلم «ليت الحزن قرار» (سيناريو وإعداد: فادي جومر، إخراج: يامن عبد السلام محمد). الفيلم قدم صورة مقربة وحميمية لصاحب المسلسل الإذاعي الشهير «جزيرة المرح»، حيث تناول علاقته بمدينته وأهلها، وشخصيته الثقافية، ومدى إخلاصه ودأبه على عمله حيث أنجز ما يقارب )5000( ساعة درامية لمصلحة إذاعة دمشق، كما تضمن الفيلم شهادات لأصدقاء المرحوم، تحدثوا فيها عن شخصيته كما عرفوها. هكذا تحدث طارق حريب، وغص بالدمع كل من أحمد برقاوي ورفيق قوشحة. كما قرئت قصائد للشاعر على خلفية المشهد السحري لمزارع دير عطية وجبالها. وبين كل ما عرض على الشاشة كان محمد جومر ساطعاً في جملة الشاعر حسين حمزة إذ وصفه: «سيمفونية ألفتها جبال القلمون فسمعها قاسيون وبثها عبر أثير دمشق».

بعد ذلك قدمت الأستاذة مرين جومر شقيقة الفقيد كلمة أسرته، تحدثت فيها عن الأخ الاستثنائي الذي لم يكن مبدعاً على أوراقه وحسب، بل امتد إبداعه إلى محيطه الاجتماعي والعائلي حيث جعل من علاقته مع الآخرين جزءاً راسخاً من همومه الإبداعية. وجاءت كلمة أصدقاء الفقيد على شكل قصيدة محكية قرأها شقيقه محمود.

بعد ذلك قدمت مجموعة من الأغاني الشعبية في المنطقة كتحية للراحل الذي عاش مصرّاً على الفرح بوصفه القيمة الحياتية الأهم. ومن ثم وزعت جائزة المسابقة التي حملت اسمه على الكتاب الموهوبين في دير عطية.

الذكرى السنوية الأولى للكاتب الذي أغنى إذاعة دمشق بروحه الساخرة والمرحة كانت على مستوى هذه الروح، وكأن دروس محمد جومر، في كتابته وحياته، قد أصبحت منهجاً يُحتذى بين أهله وناسه.