سعد صائب .... أديب الفرات

سعد صائب .... أديب الفرات

كما كان يقول وهو مصابٌ بالأرق، يستيقظ حين ينام الآخرون في الثانية ليلاً، فلا يجد سميراً له ولا نديماً سوى القلم والقرطاس، فيكتب ويقرأ ساعات طويلة، في جو هادئ، بعيداً عن صخب الحياة وضجيجها. سعد صائب أديب الفرات الذي آمن بالتواصل الحضاري وتعزيز الثقافة العربية وهو ابن العالم اللغوي والأديب علي صائب.

من دير الزور إلى دمشق

ولد في دير الزور عام 1914 تعلم في مدارسها وتخرج من معهد اللاييك في دمشق وكلية القديس يوسف اليسوعية في بيروت. 

بدأ نشر نتاجه الأدبي في الدوريات العربية منذ عام 1936، نشر في مجلة الصباح الأدبية منذ عام 1941 وعمل مراسلاً لمجلة الآداب اللبنانية في الخمسينات، نشر في مجلة بلاد السوفييت، مجلة السفارة السوفييتية بدمشق، ومجلة الإصلاح الزراعي التي أصدرتها وزارة الزراعة. ثم أخذ يكتب في مختلف المجلات السورية والعربية كالأديب والآداب والمعرفة والثقافة، والحديث، والضاد، والموقف الأدبي، والآداب الأجنبية ويحاضر في الأندية الأدبية والمراكز الثقافية، ويذيع البرامج في إذاعة دمشق، دَرّس مادة المجتمع الريفي في الثانوية البيطرية بدمشق لمدة 4 سنوات ودَرَّس في الثانويات الريفية، شغل وظائف عدة في الدولة آخرها مدير للمتحف الزراعي بدمشق ومنه أحيل إلى التقاعد عام 1978.

كان عضواً في اتحاد الكتاب العرب وعضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية شارك في عدد من الندوات والفعاليات الثقافية المحلية العربية والعالمية والبرامج الثقافية الإذاعية. عضو في مؤتمر الشعر العالمي الدائم في بلجيكا. عضو شرف في الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية في باريس ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية وعضو جمعية الدراسات والبحوث. نال شهادات تقدير وأوسمة، عن مؤلفاته وترجماته القيّمة.

في عام 1987 أقيم له حفل تكريم في المركز الثقافي بدير الزور. وابتداءً من عام 1988 أحدث جائزة سنوية باسم «جائزة سعد صائب للشعر والقصة» تمنح للأدباء الناشئين في دير الزور وابتداءً من عام 1990 أحدث جائزة سنوية تشجيعية للمتفوقين في الشهادة الثانوية العلمية والأدبية في دير الزور من طلاب «ثانوية الفرات»، توفي في دمشق ودفن في مسقط رأسه مدينة دير الزور عام 2000.

رصيد الأعمال  

نشر سعد صائب أولى أعماله في دمشق عام 1942 وهو كتاب مترجم بعنوان «طريق الخلاص»، وتوالت أعمال الترجمة والتأليف نشر منها ثمانين كتاباً في سورية والعراق ولبنان، منها تأليف كتب عن الزراعة والاقتصاد الزراعي والتراث الاجتماعي والأدب العربي والسوري القديم وقصص وروايات الأطفال ودواوين شعر ومجموعات خواطر، وتاريخ سورية ودور المثقفين والمرأة، وأعمال نقدية في الشعر العالمي من الصين إلى أمريكا اللاتينية، وكتاب معجم الألوان، وترجم العديد من الأعمال الأدبية من الروسية والفرنسية والإيطالية والسويدية تضمنت دواوين الشعر الإسباني والسويدي والفنلندي والايطالي والبلجيكي وغيرها.

كنز من المخطوطات

ترك الأديب سعد صائب كنزاً من المخطوطات الثمينة لم ترَ النور ولم تنشر بعد، منها كتاب معجم المشتقات في اللغة العربية وخمس مجموعات خواطر، وفن الشعر عند شعراء العربية القدامى في ثلاثة أجزاء، موسوعة الشعر العالمي في 4 أجزاء، و26 كتاباً مترجماً ومؤلفاً عن الشعر المنغولي والإفريقي والبلجيكي والفرنسي والآسيوي والسويدي والإندونيسي والبرتغالي والليتواني والأستوني واللاتفي، 3 مسرحيات مترجمة عن الفرنسية، وكتب عن الشعر والقصة والحكايات العربية والأساطير العالمية والمجتمع الريفي والفنون التشكيلية والزراعة والإصلاح الزراعي وروايات «معاناة عامل في فرنسا» و«صبي أسود» وغيرها.