سورية.. طوق نجاة

ويسألونك عما يجري مدفوعين بالقلق والخوف من كل ما يجري. الأسئلة ذاتها تدور في الرؤوس كلها، ولأنه ما من جوابٍ شافٍ تأتي النتيجة صداعاً عمومياً: هل سنموت مجاناً من هم هؤلاء القتلة؟ لماذا يقتلون أصلاً؟ إلى أين تمضي ركابنا؟ كم سنحتاج لعبور هذا البرزخ؟ ثم هل الخلاص أكيد حقاً؟

يسألون ويسألون... التضارب الإعلامي يجعل الحياة فيلم رعب هوليودي.. البيانات النارية لوزارة الداخلية لا تطمئن... أخبار الأصدقاء والأقارب في المدن المترامية تزيد وتيرة الخوف.. لا شيء سوف الخوف، لا شيء!!

تتفاقم المرارة مرارةً. تعلو نسبة التوجس وتنخفض معدلات الطمأنينة، إلى حدود الغياب أحياناً. يترافق كل ذلك مع الحدث الذي يألو إلا أن يكون غامضاً، حتى بات المتهم الأساسي هو التظاهر، مع أنه الأمر الأكثر وضوحاً في المعمعان الجاري..

أيها السوريون.. اسمعوا وعوا.. إذا كنا نشعر بالغرق في بحر الريبة والخوف لم لا ننتبه إلى طوق النجاة الملقى إلينا؟ أعني طوق النجاة الموجود أمامنا قبل هذه الفوضى، والتي باتت تعمل على إخفائه الآن.. انتبهوا لمعنى الوطن، لمعنى الحياة، أي لمعنى سورية، وهو معنى ساطع كشمس النهار، وواضح وضوحنا نحن، بوصفنا شعباً أحداً لا يقبل إلا أن يكون جسداً واحداً... لنعتصم بمعنى سورية طوقاً للنجاة وسوف نجتاز النفق إلى الغد السوري المشتهى، غد الحرية والكرامة ووحدة التراب والشعب.