تراثنا يجمعنا
عدسة قاسيون

تراثنا يجمعنا

أقامت  جمعية أبناء سورية الأم وأسرة لمة حب برعاية وزارة السياحة بازاراً خيرياً تحت عنوان «تراثنا يجمعنا» وذلك بفندق أمية واستمر من 7 نيسان  حتى 12 نيسان 2014.

وفي حديث لقاسيون أكد الأب ميشيل زياد طعمة أن فكرة البازار تصب ضمن خانة رعاية الشباب من خلال اكتشاف وتمكين وتفعيل المجتمع المحلي وتقديم وإظهار الأشخاص والفعاليات المختلفة واستهداف تلك القوى المجتمعية غير الظاهرة للعلن، وقال وفي رده على سؤال ماذا تريد جمعية أبناء سورية الأم من المجتمع المحلي؟ أن مشروعنا يتجاوز نشاطات الجمعيات الخيرية، فنحن نسلط الضوء على الهوية والتاريخ والتراث السوري منطلقين من الوضع الراهن لإيصال الرسالة أكبر وأعمق، لأن هدفنا الوصول إلى مجتمع يدافع عن هويته السورية من خلال وعيه لها.

الإنسان السوري يحب بلده ويدافع عنه لكن دفاعه عشوائي وعاطفي ورسالتنا تقوم على إنضاج فكرة العاطفة والشعور بالانتماء والوصول إلى رؤية يتمكن من خلالها الدفاع عن هويته عن طريق إحياء بعض المهن التراثية السورية، فعندما تتحول إلى مصدر عيشه سيدافع عنه. بمعنى تأطير الطاقات الموجودة بحيث يمكن للسوريين  بعدها أن يصبحوا جنوداً مدافعين عن إرث وتراث يمتلكونه عندما يصبح واقعياً لقمة عيشهم.

لقد أثبتت أربع سنوات من الأزمة أن سورية تستمر بضمانة شعبها، وهنا تكمن أهمية الدخول على المجتمع الشعبي وتفعيله، وإيجاد تشبيك بين مؤسسات الدولة التي تمتلك الخبرة والإمكانات ولكنها تفتقر للطاقة الحيوية التي يمتلكها المجتمع المحلي.

من جهة أخرى أكدت الآنسة ورود إبراهيم أمينة قسم الكلاسيك في المتحف الوطني أن الهدف كان تسليط الضوء على الإنسان السوري الحالي، فالسوريون امتازوا تاريخيا بالتجارة وتسويق البضائع التي أنتجوها والأيدي السورية العاملة تعود للنشاط خاصة بفترة الأزمات، فقد اشتهر السوريون بالعمل. وكانت المعروضات مختلفة لأننا كألوان مختلفة في سورية نصنع أشياء مختلفة.

تقوم جمعيتنا من خلال المهن بمساعدة أشخاص من المجتمع المحلي لتصبح مصدراً لتأمين لقمة عيشهم وتطوير التراث، فمثلاً أقمنا ورشة للعجمي وهو زخرفة دمشقية وطورناها وأخرجناها من إطار السقوف لتتحول إلى لوحة جميلة تزين بيوتنا. 

أي استخدام الرموز والإشارات وإرجاع الذاكرة، لأننا لا نستطيع أن نطلب من المواطن أن يحمي تراثه وهو جائع في فترة حرب، ولكن عندما يصبح هذا التراث مصدراً لرزقه فسوف يدافع عنه. 

وعن دور الدولة قالت إبراهيم: هناك علاقة مفقودة بين المواطن والدولة فالدولة لا تشارك المواطن بالتراث ولا يكفي التغني به، لأن الانتماء يحدث من خلال تفعيل المواطن للعمل المباشر بالتراث. والمطلوب هو بناء الإنسان السوري من خلال العلاقة بينه وبين تراثه من جهة والمستقبل الذي ينتظره من جهة أخرى.   

ضم البازار عدداً من الأعمال اليدوية- والألبسة والإكسسوارات ومواد التجميل والأعمال الفنية والهدايا وشارك فيه عدد من الفعاليات الشبابية والاجتماعية والثقافية.