أسعار الكتب ترتفع.. ودور النشر تشتكي
محمد الإدلبي محمد الإدلبي

أسعار الكتب ترتفع.. ودور النشر تشتكي

لم يعد الإقبال على اقتناء الكتب وشرائها من أولويات المواطنين هذه الأيام، مع تحول نسبة كبيرة من المواطنين للالتفات إلى تأمين الحاجيات الضرورية من غذائيات وملبس، وبات أصحاب المكتبات ودور النشر أمام واقع صعب فرضته الظروف الراهنة.


وقال صاحب إحدى دور النشر المشهورة في دمشق: إن الإقبال على شراء الكتب ضعيف هذه الأيام، لأسباب عديدة أبرزها ارتفاع سعر الكتاب نتيجة ارتفاع سعر الورق والنقل والشحن والتأمين كونه مستورداً، وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار، حيث رفعت أغلب دور النشر سعر الكتاب بحوالي 70%، وبالتالي ارتفع سعر الكتب ضعفين. أضف الى ذلك انخفاض مستويات القراءة لدينا بشكل عام، حتى قبل الآن فعدد قليل من الناس من يعكف على القراءة، ويواظب على شراء الكتب والمراجع من المكتبات.
رغبة كبيرة بالأرخص
وأشار البائع، إلى أن المواطن يرغب دوما بالأرخص، لذلك «يلجأ إلى البسطات أحياناً لشراء كتب هي في الحقيقة نسخ مصورة عن الكتب الأصلية وهو ما أثر علينا كثيراً، كوننا وكلاء لدور نشر عربية، وعندنا المصدر الأصلي، علماً أننا لم نرفع الأسعار أبداً وأسعارنا هي نفسها».
وأضاف: نحن لانعاني من نقص في الكتب، وافتقادنا لبعض المراجع والمؤلفات هو عجزنا عن الوصول إلى مستودعاتنا بالريف، نتيجة الأوضاع.
ربح بسيط ومبيعات أكثر
فيما قال صاحب بسطة لبيع الكتب في منطقة الحجاز بدمشق: لقد ارتفع سعر الكتب وهذا أثر على مبيعاتنا، ويبلغ وسطي سعر الكتاب عندي 300 ليرة، وسعره في المكتبات 600 ليرة، إنني اقتنع بالربح البسيط وهدفي استقطاب الزبائن.
وأشار، إلى أن هناك نسبة إقبال على شراء الروايات وكتب تعليم اللغات حيث تنفذ فور وصولها من  المصدر. وحول نسبة المبيعات الحالية مقارنة مع ما قبل الأزمة، بين البائع أن المبيعات زادت 80% بسبب انخفاض الأسعار عنده فهو على حد قوله - صديق الفقراء وذوي الدخل المحدود- لذلك تشهد كتبه المعروضة إقبالاً.
وأشار البائع، إلى أن أغلب دور النشر انتقلت لقلب العاصمة دمشق، ونقلت المستودعات فالكتاب ينضد، ويطبع في المدينة، مبيناً أن نسبة كبيرة من المطابع أصبحت خارج الخدمة لأنها تضررت.
كتب متخصصة.. ومصدر واحد
ويبلغ وسطي سعر الكتاب على بسطات الكتب المنتشرة في منطقة الحلبوني والبرامكة والحجاز حوالي 200 إلى 400 ليرة سورية، إلا ان من يبحث على كتب تخصصية ومراجع معينة ربما لا يجد ضالته ويحتم عليه زيارة المكتبات ودور النشر كونها المنفذ الذي من الممكن توفرها له، لكن السعر سيختلف حتماً وسيكون أعلى كونها وكيلاً لدور نشر تعطي الكتاب الأصلي وليس نسخة مصورة عنه، فضلاً عن كون الكتاب مستورداً وتسري عليه مكونات ارتفاع الأسعار السابقة.
وتأتي الكتب والمراجع إلى المكتبات السورية من لبنان ومصر، وقد شهدت ارتفاعاً في الأسعار مقارنة مع قبل الفترة الحالية نتيجة طبيعية لارتفاع مكونات الطباعة من حبر وورق وأجور عمال ونقل وغيرها، وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل عام.