هل تفقد هوليود تأثيرها وجاذبيتها؟
ساهمت هذه السينما بنحو 1,2% من الناتج المحلي الإجمالي المقدر بحوالي 509 مليار دولار
نوهو عثمان نوهو عثمان

هل تفقد هوليود تأثيرها وجاذبيتها؟

تتخذ العلاقات بين الحضارات أشكالاً مختلفة. تطغى أحياناً الحضارة الأقوى على الحضارة الأضعف، أو قد تؤثر الحضارة الأقوى على الحضارة الأضعف. ينتج في بعض الأحيان مزيج من القوة والتأثير. فقد أثر على سبيل المثال المطبخ الصيني في جميع أنحاء العالم لما يحتويه من قيمة غذائية وطبية وصحية.

تعتبر السينما إحدى أهم الوسائل لتمازج الحضارات، وبشكل خاص الدور الذي لعبته السينما الأجنبية في حياة شعب نيجيريا.
كانت البلدان الوحيدة التي سمعنا عنها هي إنكلترا والولايات المتحدة، والسبب بسيط فإن إنكلترا كانت المستعمر لنا، وكنا على اتصال مع الولايات المتحدة من خلال الأفلام الرائجة والموسيقى. كنا نعرف الصين ولكننا لم نكن نتمكن من التمييز بين الفيتنامي والتايواني والتايلاندي والصيني. ولكننا نعرف الأمريكيين من خلال شاشات التلفاز وأجهزة الراديو. كان الأمريكيون معروفين بعرضهم للمشاهد الفاحشة. وكانت القوات الأمريكية على الشاشة تقاتل دوماً المسلحين الصينيين، الذين فهمنا فيما بعد أنهم فيتناميون. ويكون الفلم دوماً مع الجنود الفيتناميين الذين يقاتلون ويستخدمون الفخاخ المتفجرة، والجنود الأمريكيين الذين لا يتوقفون عن القصف. وينتهي الفيلم دوماً بدون خاسر ولا رابح. على الأقل هذا ما جلبه لنا سلفستر ستالون وتشاك نوريس إلى شاشة التلفزيون. وتعرفنا على شخصيات حقيقة مثل محمد علي ومارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس وتحديه للسلطات. أفسد هذا كله أفريقيا الغربية الناطقة بالإنكليزية.

تماشت السينما الهندية بشكل جيد مع النيجيريين بسبب روابطهم القوية وحياتهم. فقد اعتُبرت خروجاً تاماً عما قدمته السينما الأمريكية، فكانت أقل فُحشاً.

أدت هذه العقود من التأثيرات الحضارية إلى ظهور مقاطع فيديو منزلية في التسعينات في نيجيريا. وأصبح انتشار الحضارات الأجنبية أكثر وضوحاً في أفريقيا الغربية الناطقة بالإنكليزية. قامت نيجيريا بتسمية السينما الخاصة بها بنوليوود، وغانا سمت السينما الخاصة بها غوليوود.
تحتوي نيجيريا ثقافات وأديان أكثر تنوعاً من دول غرب أفريقيا الأخرى مما أعطى مجالاً أكبر للسينما.

قامت الحكومة النيجيرية في عام 2014 بتجديد ناتجها المحلي الإجمالي، وأظهرت الأرقام مدى نمو نوليوود. فقد ساهمت هذه السينما بنحو 1,2% من الناتج المحلي الإجمالي المقدر بحوالي 509 مليار دولار، وبالتالي يقدر ناتج هذه السينما حوالي 6 مليار دولار أمريكي.

كانت سوق بوليوود هي الأكثر تضرراً من شعبية السينما المحلية المتزايدة. وقد بذل العاملون في بوليوود كل جهدهم لاستعادة ازدهار السوق من خلال ترجمة الأفلام للغة المحلية. ولم يظهر بالرغم من كل هذه الجهود أي مؤشر إلى أن المبيعات عادت لسابق عهدها.

هل الاتجاه إلى تعزيز السينما المحلية يخفف من تأثير هذه الحضارات الأجنبية؟ الجواب هو لا، فإن هذه الحضارات الناطقة بالإنكليزية في غرب إفريقيا كغيرها من الحضارات، تعتمد في معظم أفلامها على خطوات رقص الهيب هوب الأمريكي وإيقاعات بوليوود. والشخصيات في نوليوود وغوليوود تتحدث اللهجة الأمريكية.

يؤكد كل ما تحققه هذه السينما في غرب إفريقيا تميزها الفردي. ويجب تجنب نفوذ هوليوود بسبب عامله المدمر على الثقافات الوطنية في كل مكان.