يبيعوننا الوهم ليثبتوا حقائق هيمنتهم!
وسط التهويل الإعلامي بخصوص «أهمية» التصريحات و«الانقلابات» في الداخل الأمريكي بما فيه في صفوف الحزب الجمهوري على سياسات الرئيس جورج بوش، الخاصة بالعراق، تبرز أصوات أخرى من ذلك «الداخل» ذاته، تضغط باتجاه الإبقاء على احتلال العراق، علماً بأن حتى تلك الأصوات المطالبة بالانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال من العراق تضع سقفاً زمنياً أولياً لذلك يمتد حتى عام 2012 ، أي أنه تاريخ قابل للتمديد في حال تم ترك قوات الاحتلال تسرح وتمرح في العراق، دون بروز عوامل ضغط حقيقية واسعة من الداخل العراقي تلزمها على المغادرة قبل ذلك التاريخ. ولعل الأهم في هذا السجال هو التذكير بأن قيادات الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي، بما فيها الرؤساء المتناوبون على سدة الحكم في البيت الأبيض، هم مجرد واجهات قابلة لللتبديل والتغيير بالنسبة للطغم الاحتكارية وجماعات الضغط الحاكمة والمتنفذة عملياً في واشنطن، بغض النظر عن مضامين أي شكلانية للممارسات الديمقراطية والحقوق التي يجري رميها في سلة المهملات إذا كا كانت تهدد استمرار تلك الهيمنة. ولأن الحال كذلك فإن حتى الفضائح التي يفترض بها أن تطيح بأصحابها كلياً من الساحة السياسية أو العامة، تراها يجري احتواؤها واسترضاء أصحابها المخزيين بوضعهم في مناصب ومواقع أخرى.