ميزان القوى.. «يمهل ولا يهمل»

 ميزان القوى.. «يمهل ولا يهمل»

بعد أسبوع - أسبوع فقط - من المكابرة، والخطاب الحربجي، والعنجهية الفارغة، طأطأ الحلف الأمريكي رأسه، وقرر العودة  مجدداً إلى بحث الحل السياسي للأزمة السورية، حيث تم الاتفاق على عقد لقاء بهذا الخصوص في لوزان السويسرية، في الأيام القريبة القادمة، حسب بيان الخارجية الروسية، وتأكيد نظيرتها الأمريكية، و بذلك يكون قد ذهب أدراج الرياح كل الضجيج الإعلامي عن التهديد بوقف التعاون مع روسيا، و أحد عشر تصريحاً من الإدارة الأمريكية خلال أربعة أيام بإمكانية تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة في سورية، و الإرهاب الإعلامي الذي شارك فيه كل «وطاويط» الإعلام الغربي والعربي، و معهم بعض إعلاميي الموالاة، حول فشل العملية السياسية.

 

إن الاجتماع القادم في لوزان كخطوة جديدة على طريق دفع العملية السياسية إلى الأمام، يؤكد جملة حقائق قديمة و جديدة:

-إن الحل السياسي عملية مستمرة، رغم كل العراقيل المؤقتة التي تضعها قوى الحرب في الإدارة الامريكية.

إن الطرف الروسي يمسك بزمام المبادرة، وهو الذي يحدد ما الذي يجب أن يكون، وإن خياراته في الحل السياسي ماضية قدماً إلى الامام، ولم ينفع قوى الحرب تحريك قوى الاحتياط من الأتباع في هوامش الصراع – فرنسا هولاند ومبادرتها البائسة- نموذجاً.

إن شكل لقاء لوزان، والدول التي ستشارك فيه، يحدد مهمته الأساسية، والتي تتخلص كما يبدو، بوضع القوى الاقليمية  -السعودية، وتركية، وقطر - أمام مسؤوليتها المباشرة، وبحضور آمر العمليات الأمريكي، أي بمشاركة الأصيل والوكيل معاً، تجنباً للتنصل من تنفيذ الاتفاقات، من خلال تبادل الأدوار، كما حدث مع اتفاق الهدنة الروسي الأمريكي.

إن مجرد عقد اللقاء، وإرغام الطرف الأمريكي وحلفه المتداعي، على العودة إلى بحث الحل السياسي، يشكل خرقاً كبيراً، وخطوة جديدة على طريق الحل السياسي، ولا يغير من هذه الحقيقة، حتى لو استطاعت قوى الحرب مرة أخرى إحداث ارباك وتشويش جديدين، على العملية السياسية لبعض الوقت مستفيدة من بقايا القوى الاستخباراتية والإعلامية لديها.

إن هذا الاختراق الجديد، الذي أحدثه حلفاء سورية  في جبهة الخصوم، - متحدين كل أشرار العالم – يحتم على السوريين مرة أخرى أن يكونوا على مستوى المرحلة التاريخية، وذلك بترتيب صفوفهم والتحضير لجولة جديدة من مفاوضات جنيف على أساس القرارات الدولية وبالأخص القرار 2254

واستعادة دورهم في حل الأزمة، وقطع الطريق على من يحاول من هذا الطرف وذاك، اللعب في هوامش الصراع الروسي الأمريكي، و البقاء ضمن دائرة الحسم والإسقاط.