تأخر الحل السياسي يقوي داعش

 

تشهد الأوضاع الميدانية في البلاد تطورات مأساوية، حيث أحرزت قوى الفاشية الجديدة تقدماً في مدينة تدمر، بما تعنيه من أهمية عسكرية ميدانية، وبعدٍ ثقافي وحضاريٍ، وذلك بالتزامن مع تقدم هذه القوى في الساحة العراقية،

مما يعني بأن القوى الدولية والإقليمية الداعمة لـ« داعش» تريد تعميق الفوضى، والمزيد من خلط الأوراق، لإجهاض الحل السياسي كهدف مباشر، أو فرض خرائط جديدة على أسس طائفية وغيرها، إن استطاعوا إليه سبيلا كهدف لاحق.

تؤكد تجربة الأزمة السورية، إن تصاعد دور الفاشية الجديدة   يتناسب طرداً مع تأخر الحل السياسي، فكلما تباطأ الحل السياسي يتم إخلاء الساحة موضوعياً لتمدد داعش أكثر فأكثر، كون هذا التباطؤ يؤدي إلى استمرار استنزاف الجيش، ويصرفه عن مهمته الوطنية الأساسية بحماية السيادة الوطنية، ويعمق الانقسام الحاصل بين السوريين، ويؤدي إلى إنهاك الشعب، ويزيد تدهور الوضع  الاقتصادي الاجتماعي، ويعمق الكارثة الانسانية، ويغيّب إرادة أغلبية السوريين التواقة إلى الحل السياسي. 

إن المخرج من الوضع الراهن، والسبيل الوحيد إلى ايقاف تقدم قوى الفاشية الجديدة يكمن في حل سياسي، يؤدي إلى توحيد الوطنيين السوريين أينما كانوا، ويبلور توحيد قواهم في كل الجوانب بما فيها الجانب العسكري ضد تلك القوى، وفي المعركة الوطنية الكبرى ضد خطر التفتيت والتقسيم. 

ومن هنا فإن حزب الإرادة الشعبية يدعو مرة أخرى جميع القوى الوطنية السورية للارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية التاريخية، والإسراع بالحل السياسي المنشود، باعتباره الطريق الوحيد الذي يؤمن إنقاذ البلاد، ويفتح الطريق لعملية تغيير وطنية حقيقية عميقة وشاملة، وفي السياق ذاته فإن المجتمع الدولي مدعو إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة الكارثة الإنسانية والحضارية التي تعصف بسورية.

حزب الارادة الشعبية

دمشق في 21\5\2015