السماد المحلي السوري أغلى من المصري والتركي
ليلى نصر ليلى نصر

السماد المحلي السوري أغلى من المصري والتركي

باع المصرف الزراعي السوري السماد للمزارعين السوريين بوسطي سعر للطن: 161 ألف ليرة... وبقيم تقارب 10 مليار ليرة. وهو سعر وسطي أعلى بنسبة 46% عن السعر الوسطي في العام الماضي عندما تم توقيع عقد استثمار معامل الأسمدة السورية من جانب شركة روسية خاصة كان هدفه المعلن: تخفيض التكاليف!

وبمقارنة سعر الطن المصنّع في سورية مع سعر الطن المنتج أو المستورد في الإقليم يتبين أن أسعار الأسمدة المحلية المنتجة من قبل المستثمرين أعلى.

 

 

قارب سعر طن السماد المنتج في مصر وسطي 4900 جنيه، ما عادل في مطلع الشهر الحالي 300 دولار للطن. أما السعر السوري المنتج في معامل الأسمدة السورية المستثمرة حديثاً، يقارب 366 دولار للطن، بزيادة 22% على السعر الوسطي في مصر.
أما بمقارنة نوع محدد وهو اليوريا الذي باع المصرف الزراعي منه بقيمة 6 مليار ليرة وكمية 35 ألف طن، أي بوسطي 171 ألف ليرة للطن، وحوالي 390 دولار وفق سعر الصرف الرسمي. فإن سعره في مصر يقارب 4600 جنيه، أي حوالي 283 دولار للطن، بزيادة تصل إلى 38% تقريباً.
أما بالمقارنة وعبر بيانات منظمة الفاو فإن تركيا وهي مستورد كبير للأسمدة، استوردت أكثر من 2,8 مليون طن من سماد اليوريا في 2017، بتكلفة وسطية 240 دولار للطن، ليكون سعر مبيعنا المحلي أعلى من سعر الاستيراد التركي بنسبة 62%!
وكذلك الأمر في أسعار سماد السوبر فوسفات، حيث باع المصرف الزراعي حوالي 18 ألف طن بسعر 2,7 مليار ليرة، أي يبلغ السعر الوسطي للطن منها 150 ألف ليرة للطن، وما يقارب بالدولار الرسمي: 340 دولار للطن. بينما تكلفة استيراد الطن في تركيا 290 دولار للسوبر فوسفات، ونسبة زيادة 17%.

منذ عام تقريباً تم توقيع عقد استثمار معامل الأسمدة مع الشركة الروسية الخاصة ذاتها التي استثمرت (فوسفات الشرقية)، وقد تضمن هذا العقد في بنوده أن تستثمر الشركة معامل الأسمدة وعمالها وسوقها، وتحصل على نسبة 65% من الإنتاج، وبالمقابل كان المطلوب منها أن ترفع الطاقة الإنتاجية للمعامل وأن تخفّض التكاليف وأن تؤمن شروط إنتاج بيئية أفضل. فما الذي حصل في نهاية المطاف؟ ها نحن بعد عام من العقد تبيع الحكومة الأسمدة التي ينتجها عمال معامل الأسمدة لمصلحة المستثمرين وبسعر أعلى بنسبة 46% عن وسطي سعر السماد قبل العقد. إذ لم ينعكس هذا الاستثمار الرابح انخفاضاً في تكاليف الأسمدة محلياً، بل فرض أسعار متضمنة ربح مرتفع وأعلى من أسعار الأسمدة المنتجة في الإقليم كما في مصر، أو حتى المستوردة إليه كما في تركيا، بنس تتراوح بين  17-62% زيادة!

معلومات إضافية

العدد رقم:
936
آخر تعديل على الأربعاء, 23 تشرين1/أكتوير 2019 12:46