190 ألف ليرة شهرياً ناقصة من إنفاق السوريين الضروري

190 ألف ليرة شهرياً ناقصة من إنفاق السوريين الضروري

بدأت معالم ارتفاع أسعار الغذاء تتضح مع ارتفاع سعر الدولار، ومع اقتراب شهر رمضان... الموجة الجديدة من الارتفاع متوقعة مع الظرف الاقتصادي المعقد، ولكن السوريين حالياً ينفقون قرابة 60% من دخلهم على الغذاء، وهي نسبة قياسية عالمياً.
المكتب المركزي للإحصاء نشر بيانات من مسحه لعام 2017، ليقول لنا ما الذي تنفقه الأسر السورية في المحافظات المختلفة، وحجم إنفاقهم على الغذاء، ليتبين مجدداً أنّ استثنائية الفقر السوري... استثنائية.

الأسرة السورية تنفق 37% من حاجاتها

تقول بيانات المكتب المركزي: إن الأسرة السورية تنفق شهرياً: 115 ألف ليرة. وأعلى مستوى للإنفاق في دمشق 136 ألف ليرة، وأقله في حماة والقنيطرة: 95-85 ألف ليرة على التتالي، وبينهما تنفق الأسرة في حلب 100 ألف ليرة، وفي اللاذقية 120 ألف، وفي حمص وطرطوس 130 ألف ليرة، أما في الحسكة 111 ألف ليرة وغيرها.
وهذا الإنفاق في 2017، لا يشكل إلا نسبة 37% من ضرورات الإنفاق على تكاليف المعيشة، البالغة 305 ألف ليرة في نهاية 2017، وفق حسابات قاسيون لتكاليف المعيشة. أما الـ 190 ألف الضرورية الباقية، هي نفقات مختصرة! من نفقات التعليم والصحة والنقل وغيرها، بل حتى من تكاليف الغذاء التي يتبين أنها أقل بكثير من الضرورات.

29 ألف ليرة لكل الحاجات غير الغذائية!

البيانات تشير إلى أن الأسرة السورية، تنفق وسطياً: 68 ألف ليرة على الغذاء، أي: أنها تنفق 58% مما تجنيه على الطعام. ويتبقى 29 ألف ليرة عليها أن تسدّ بها كل الحاجات الباقية: السكن- التعليم- الصحة- النقل- اللباس- الأثاث- الاتصالات، وغيرها! أما كيف؟ (بقدرة قادر)...
وحتى هذا الإنفاق الكبير على الغذاء لا يشكل إلّا نسبة 70% من الإنفاق الضروري واللازم على الغذاء وفق الأسعار الحالية، والذي بلغ في نهاية 2017: 98 ألف ليرة، فالأسرة السورية تأكل أقل من حاجتها الضرورية، وتحتاج إلى معونات غذائية تقارب 30 ألف ليرة شهرياً لتستطيع أن تغطي حاجات الغذاء الضروري!

نحن والعالم

تعتبر نسبة الاستهلاك الغذائي، من مجمل الاستهلاك، مؤشراً من المؤشرات التنموية، فعملياً كلما زادت نسبة الإنفاق على الغذاء، كلَّما عنى هذا أنَّ الأسر تنفق على ضروريات الضروريات، ولا يبقى لها متسع لأمر آخر. وإذا ما كانت النسبة في سورية اليوم وبعد تسع سنوات من الأزمة قد وصلت إلى 58%، وهي ربَّما أعلى نسبة عالمية! فإن الوضع لم يكن أفضل من هذا بكثير قبل الأزمة.
ففي عام 2009 كانت الأسرة السورية، تنفق 14 ألف ليرة على الغذاء من أصل إجمالي 30 ألف ليرة، ونسبة 46% من دخلها على الغذاء! وهي أيضاً نسبة مرتفعة قياسياً... ولمعرفة مدى ارتفاعها علينا أن نضع نسبة إنفاقنا على الغذاء بمقارنات عالمية.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يشكل الإنفاق على الغذاء نسبة 6,5% فقط من الإنفاق الشهري، وفي الاتحاد الأوروبي 12%، أما في الإقليم فإن النسبة ترتفع، ولكن تصل في تركيا مثلاً إلى 21%، وفي مصر 36%، وفي باكستان إلى 41%. ليكون المستوى السوري يفوق أعلى النسب العالمية، كالمسجلة في وسط وجنوب إفريقيا، التي تقارب 56%.

 

 

 

إذا كان عدد الأسر السورية اليوم داخل البلاد يقارب 3 مليون أسرة، فإن كلّاً من هذه الأسر تحتاج إلى 30 ألف ليرة شهرياً إضافية لتسد إنفاقها على الغذاء الضروري، وكتلة سنوية تقارب 1000 مليار ليرة، وقرابة 2 مليار دولار نقص في استهلاك السوريين للغذاء... إنَّ هذا النقص يشكل نسبة 9% من الدخل المتاح في سورية عام 2017، والبالغ 10 آلاف مليار ليرة، ولذلك فإن إعادة تحويل هذه النسبة من الدخل من الأرباح الكبرى إلى نفقات الغذاء الضروري للأسر السورية، لا يستطيع إلّا أن يحل مشكلة نقص الغذاء الضروري!

معلومات إضافية

العدد رقم:
911
آخر تعديل على الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2019 13:17