السوري بعد الـ 65 عاماً...

السوري بعد الـ 65 عاماً...

خسر السوريون أربع سنوات ونصف تقريباً من أعمارهم الوسطية، خلال سنوات الأزمة بالمقارنة مع ما قبلها. حيث أصبح الطفل السوري بعمر الخمس سنوات من المتوقع أن يعيش 66.3 سنة، بينما كان العمر المتوقع له 70.7 سنة خلال الفترة بين 2005-2010.

ازداد تدهور الوضع الصحي في سورية، خلال سنوات الأزمة كما يرى ويدرك الجميع... ولكن وضع كبار السن، اعتباراً ممن هم فوق الـ 65 عاماً، أعقد وأصعب، كما تشير الأرقام الدولية لمنظمة الأمم المتحدة لتقديرات السكان (wwp 2017)
فعملياً أعداد من هم فوق الـ 65 في سورية، تتراجع بنسبة أعلى من تراجع أعداد الشريحة العمرية بين 20-64، على الرغم من أن هذه الشريحة تتعرض للموت المباشر بنسبة أعلى في ظروف الأزمة، وهي الشريحة الأساسية المشكلة للمهاجرين.
فمقابل كل 100 ممن هم في عمر العمل بين 20-64، فإن 11 شخصاً فوق عمر الـ 65 اليوم. وهذه النسبة كانت أكبر في السنوات الخمس السابقة للأزمة إذ بلغت 14%. مما يدل على تراجع أعداد كبار السن بنسبة أعلى من تراجع أعداد الشباب ومتوسطي العمر.
زادت الوفيات تحديداً لمن هم في عمر بين 65-75، حيث ارتفعت معدلات الوفاة بين هؤلاء بنسبة 22%! بين السنوات السابقة للأزمة واللاحقة لها.
الأسباب عديد وكثيرة، ولكن أهمها على الإطلاق: تراجع القدرة المادية على العلاج، واشتداد الظروف المسببة للأمراض المزمنة.
فالمتقاعد السوري اليوم، يحتاج لمبلغ يتراوح بين 3- 20 ألف شهرياً لتأمين أدوية الأمراض المزمنة الشائعة في هذا العمر...
فأدوية الضغط أسعارها بين 400-1500 ليرة، والسكر بين 300-1000 ليرة، والشحوم بين 300-1500 ليرة، والكلس بين 1000-5000 ليرة، والمفاصل بين 1000 وصولاً إلى 12 ألف ليرة.
ومقابل هذه المستحقات الدنيا لشخص واحد، فإن وسطي الرواتب التقاعدية بلغ 13 ألف ليرة في عام 2015... حيث إن الرواتب التقاعدية السورية، تتحول إلى أقساط الأدوية، وأجورات المعاينات التي أصبح الكثير من كبار السن السوريين، والسوريين عموماً يتقشفون في صحتهم، التي تزداد أسباب تدهورها، ويدفعون ثمن هذا سنوات من أعمارهم.