مرّة أخرى.. استصلاح الأراضي.. هل هو بحاجة إلى إصلاح!؟

سبق أن تناولنا في قاسيون الإهمال والفساد الذي تعرّض ويتعرض له مشروع الري واستصلاح الأراضي في حوض الفرات الأدنى، سواء في التنفيذ، أو في الصيانة، وتوقفنا عند فرع الصيانة والتشغيل بدير الزور, ومسؤوليته عما حصل في القطّاع الخامس في منطقة العشارة والقورية من حيث القنوات والبوابات المتهرّئة الموثقة لدينا بالصور، أو من سوء توزيع المياه بسب المشرفين على التوزيع, ونتيجة المنسوب الخاطئ، وقدّمنا في هذا الإطار اقتراحين فنيّين لذلك، إمّا برفع مستوى البوابة 50 سم, أو بوضع ما يسمّى صواريخ داخل القنوات تعمل على تسريع جريان المياه وكصمام لعدم رجوعها. وتقدّم لنا مؤخراً مهندس جيولوجي باقتراح ثالث يتعلق بتنظيم عملية الري بدءاً من المنسوب الأعلى أولاً, وهذا لا يكلف شيئاً, فهل يستجيب فرع الصيانة والتشغيل أم «يطنّش» كما فعل سابقاً حول الموضوع نفسه لاعتبارات محسوبية وليس فنية!؟ رغم الشكاوى المتعددة من الفلاحين إلى الجهات الإدارية والسياسية والجبهوية واتحاد الفلاحين ومجلس المحافظة, وليس ذلك فقط بل يسعى لمدّ قناة فرعية لري أراض استأجرها من الدولة قريب أحد المتنفذين على حساب سرعة التّدفق وكميته!؟ وكل ذلك يسبب خلافات بين الفلاحين، وكذلك خلافات اجتماعية عشائرية تؤثر على ترابط المجتمع ووحدته .

وكما سبق وأن طرحنا أيضاً توسعة مدخل مدينة موحسن بإبعاد الساقية المرتفعة مسافة عشرة أمتار لأنها تحجب الرؤية وتسببت بعدة حوادث مرورية بعضها أدّى لإصابات كبيرة ووفاة شاب من المدينة ترك خلفه عائلة وأطفالاً تيتموا نتيجة عدم استجابة فرع الصيانة والتشغيل ومرّة أخرى أيضا تحت حجج واهية ويبدو أن حياة المواطنين وأرواحهم ووحدة المجتمع غير مهمة ورخيصة جدّا في حسابات المهملين والفاسدين  !؟ وإننا إذ نذكّر بذلك لأهمية وضرورة ما أشرنا إليه .
وهذه المرّة، و(الثالثة ثابتة) نسلط الضوء على تنفيذ مشروع الصّرف المغطّى في القطّاع الثالث في مدينة موحسن وتوابعها, والذي جاء بديلاً للصرف المكشوف الذي لم يحقق النتائج المرجوّة منه!؟ والمشروع بتمويل وإشراف فرع الصيانة والتشغيل, وكلفته التقديرية 120 مليون ليرة, أخذته شركة المشاريع المائية بالرقة بحوالي 80 مليون تقريباً!؟ وسبق أن تعهده متعهد خاص اسمه جورج أزرق, وفرّ بعد أن نفذ جزءاً من الأعمال وكان من المفترض أن يتمّ حفر القنوات بحفّارة ناعورية لتحافظ على سعة ومنسوب موحد, ثمّ تمدّ بطبقة محددّة من الحصى المفروز، وفوقها أنابيب الفلاتر التي تغطّى أيضاً بالحصى للمحافظة على سهولة امتصاص المياه الزائدة ومنع الطين من إغلاق الأنابيب بعد ردم القنوات. وكل قناة تغطي مساحة محددّة مقسمة إلى قطّاعات فيها ثلاث قنوات فرعية تتجمع وتصب فيها ومنها إلى بئر تسحب منه المياه بمضخة, وهناك آبار عديدة في المشروع. لكن تبين من خلال الواقع المنفذ أن في بعض الآبار أنبوباً واحداً في كلّ قناة فرعية يعمل بشكل صحيح, وهذا يعني أنه بعد مرور فترة قليلة من الزمن تكون النتائج أكثر سوءاً من السابق. وما يثير الاستغراب والتساؤل هو:

-  كيف تكون التكلفة التقديرية 120 مليون, وينفذه فرع شركة المشاريع المائية بالرقة بأقل من ثلثه، إلاّ إذا كان في تقدير الكلفة أو في كسر السعر شيء ما خفي!؟
- كيف يتم تقييم المنفذ للآن في أحد الاجتماعات بأنه جيد والواقع أسوأ كما أكده فنيون آخرون!؟
- أين دور فرع الصيانة في المراقبة والإشراف!؟
نسوق هذه التساؤلات ونطالب بمتابعتها والكشف على القنوات المنفذة قبل استلام المشروع الذي شارف على الانتهاء، حتى لا تضيع الملايين من أموال الشعب والوطن هدراً كما ضاعت مع المتعهد السابق ونحتاج مرّة ثالثة لإصلاح الإصلاح!؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
385