أزمة غذاء عالمية قد تصل .. بينما سورية تهدر إنتاجها

تعطي مؤشرات إنتاج وأسعار الحبوب العالمية اليوم، تشابهاً كبيراً مع المؤشرات التي أدت إلى أزمة الغذاء العالمي في نهاية عام 2007 وخلال عام 2008.

 

وهو ما قد يشكل ظرفاً خارجياً إضافياً يزيد من الصعوبات التي تحيط بالأمن الغذائي في سورية، فالمؤشرات التي تقول بأن عام 2012 شهد تراجعاً في الإنتاج الزراعي مؤشرات عديدة وتطال السلع الاستراتيجية الأكثر أهمية. وهي على مستوى النشاط الزراعي ككل تؤخذ من تراجع  المساحات المزروعة، صعوبة تأمين مدخلات الإنتاج الزراعي الضرورية، الكلف المرتفعة، خطط التنفيذ التي وضعت في مستويات أدنى من العام الماضي،ومع ذلك بقيت نسب التنفيذ أقل. الاعتماد على الاستيراد أصبح أكبر نتيجة تراجع الإنتاج المحلي، بالمقابل صعوبات الاستيراد لم تذلل حيث لا يزال أثر العقوبات يعيق عمليات تحويل الأموال، إلا أن الإعاقة الأكبر تبقى في كلف الاستيراد العالية، وتحديداً مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية بشكل كبير. ومع تراجع ايرادات الدولة بتراجع النشاط الاقتصادي يبدو أن المنفذ الوحيد المتبقي هو العلاقات الاستثنائية وسياسة التجارة في الأزمات التي يتيحها وجود دول صديقة تسير بخطوات جدية نحو تجاوز العقوبات ومساعدة الشعب السوري على تأمين احتياجاته الأساسية.

وتتحول هذه التوجهات إلى ضرورة عظمى إذا ما اطلعنا على المؤشر الجديد وهو تراجع إنتاج الحبوب عالمياً بشكل كبير، والأرقام التي تضعها المنظمات الدولية لتوقعات ارتفاع الأسعار خلال العام القادم. وهذه الارتفاعات تحمل في طياتها تهديداً بصعوبة تأمين الحبوب والمواد الغذائية والأعلاف حتى من الدول الصديقة.

 

تراجع إنتاج الحبوب عالمياً

إنتاج الرز عالمياً: يتوقع أن يبلغ الإنتاج العالمي  من الأرز في نهاية عام 2012 :483مليون طن،  بزيادة مليون طن فقط عن عام 2011، بينما كانت الزيادة ما بين عامي 2010-2011 : 14 مليون طن.

إنتاج القمح عالمياً: التوقعات بتراجع إنتاج عام 2012 عن 2011 بمقدار 36 مليون طن. بينما كانت الزيادة بين عامي 2010 – 2011: 44  مليون طن.

التراجع بشكل أساسي في أوروبا - أميركا الشمالية، بينما يتوقع  تراجع طفيف  في افريقيا. أما الزيادة بشكل أساسي في الشرق الأقصى- أميركا الجنوبية.

 

توقعات الأسعار

هذا التراجع الكبير في الإنتاج العالمي للحبوب الأساسية يظهر منذ اليوم في ميل كبير لأسعارها العالمية نحو الارتفاع، مع توقعات بالعودة إلى أسعار عام 2008 وخصوصاً بعد ان اقتربت أسعار القمح بشكل كبير منها مع نهاية عام 2012.

أسعار القمح العالمية: بعد أن بلغت أسعار القمح العالمية أعلى مستوى من الارتفاع في عام 2008 لتصل حدود 500 دولار للطن، فإنها عادت للانخفاض في عام 2010 لتصل حدود 200 دولار للطن، لترتفع في عام 2012 لتصل إلى حدود 400 دولار في شهر أيلول 2012 وبميل مرتفع، يتوقع أن يتجاوز معدل عام 2008 نتيجة توقعات الإنتاج المنخفض في عام 2013.

أسعار الرز العالمية: تستمر أسعار الرز العالمية بالارتفاع حيث بلغت في نهايات 2012 : 600 دولار للطن ولكنها لاتزال بعيدة عن أسعار 2008 التي وصلت إلى 1000 دولار للطن.

 

استيراد الحبوب في سورية

بحسب التقارير الدولية فإن سورية تعتمد على الاستيراد من الغذاء بمعدل نصف الحاجة المحلية للاستهلاك، أما استيراد الحبوب في سورية فقد توسع مع دخول سورية في مرحلة الحاجة إلى استيراد القمح منذ عام 2008، والشعير منذ بداية 2007، والذرة الصفراء نتيجة تراجع إنتاجها بشكل كبير.

متوسط استيراد الحبوب  2007-2008 : حوالي 3,8 مليون طن.

في 2011- 2012 : 3,5 مليون طن.( انخفض الاستيراد نتيجة صعوبته ولكن ارتفعت نسبته مقابل الإنتاج المحلي)

بينما تشمل تقارير منظمة الفاو توقعات بارتفاع مستوردات سورية من الحبوب بين عامي 2012- 2013 : إلى 5,3 مليون طن.

وتنعكس زيادة الاستيراد في ارتفاع أسعار الحبوب المحلية، حيث يعتبر ارتفاع أسعار الغذاء والحبوب من ضمنها أحد المكونات الأساسية لارتفاع معدل التضخم في سورية.

 ارتفعت أسعار الحبو%C