أنشطة الاتحاد الأوروبي لم تلحظ مشروعاً إنتاجياً واحداً في سورية..  مراجعة لأداء ضرورة بعد سبع سنوات من الأنشطة الخلبية!
نزار عادلة نزار عادلة

أنشطة الاتحاد الأوروبي لم تلحظ مشروعاً إنتاجياً واحداً في سورية.. مراجعة لأداء ضرورة بعد سبع سنوات من الأنشطة الخلبية!

وقعت الشراكة السورية الأوروبية بالأحرف الأولى في عام 2004، ولكن لم تنفذ بالشكل النهائي لأسباب سياسية كما نعرف، ومع تبني سورية اقتصاد السوق ومن أجل المضي في هذا الطريق وإنجاحه، عملت أوروبا على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، لدرجة أن الاتحاد الأوروبي كان يعتبر الشريك التجاري الأول لسورية، وكان يتم سنوياً عرض مشاريع الاتحاد الأوروبي لدينا خلال معرض سنوي عنوانه «يوم المشاريع الأوروبية السورية» ليتم التعريف بالمشاريع الأوروبية في جميع المجالات.. فما رأي من سوّق لذلك، وكان العراب والأداة بما يقوم به الاتحاد الأوربي (الصديق) في الأزمة الوطنية العميقة التي تمر بها البلاد الآن؟.

ما هي المشاريع؟!

من خلال استعراض المساعدات والمنح التي كان يقدمها الاتحاد الأوروبي لسورية، لم نجد مشروعاً واحداً يهدف إلى تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني، كالمساعدة في إنشاء مجمعات صناعية، أو غذائية أو كيميائية أو نسيجية أو الكترونية، والتي تنتج فرص عمل كثير تمتص العمالة الداخلية سنوياً إلى سوق العمل، كما أننا لم نجد مشروعاً واحداً لتطوير وتحديث أي شركة في القطاع العام، وأوروبا تعلم ما يعانيه القطاع العام، ألا يدعو هذا  للتساؤل عن طبيعة هذه المساعدات، فسورية بحاجة إلى نقل وتوطين التكنولوجيا، وأوروبا لم تقم بهذه المهمة والحكومة السابقة في غياب عن هذه القضية لأن المساعدات المادية هي الأسرع والأفضل.

لا للعزلة

لاشك أن الانكفاء الذاتي والانعزال عن العالم لا مكان له في عصر العولمة، ولكن التعاون الدولي والشركات يفترض المطالبة باستثمارات لإقامة صناعات هامة، وعقد اتفاقيات لإقامة مشاريع في مجال الإنتاج تعتمد على المواد الأولية، وإلى سياسة اقتصادية تصحيحية تأخذ في الاعتبار الظواهر السلبية والاختناقات التي يعاني منها الاقتصاد السوري، وإلى التركيز على مشاريع ذات مردود سريع، ووقف الإنفاق على المشروعات غير الإنتاجية.

ماذا قدمت أوروبا؟!

عقدت مئات الندوات وورش العمل والمؤتمرات منذ بدء مباحثات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي خلال سنوات عديدة، والتي تحمل عناوين هامة أبرزها:

تحديث القطاع الصحي والهدف الشراكة بين العام والخاص في قطاع الصحة وتطوير برنامج متكامل لتأمين الخدمات الصحية ومبلغ المساعدة /30/ مليون يورو.

تحديث التعليم والتدريب المهني تطوير إستراتيجية إصلاحية شاملة تحديث منظمات سوق العمل.

الحركة عبر أوروبا من أجل الدراسات الجامعية تطوير مؤسسات التعليم العالي.

تعزيز التعاون بين الجامعات الأوروبية والسورية ترويج الحوار الثقافي بين أوروبا وسورية.

مشاريع أوروبية

من أهم المشاريع، هو تطوير قطاع التعليم، ودعم عملية إصلاحه، وتمكين القطاع من الاستجابة بفعالية لاحتياجات الاقتصاد، ويشمل جامعات حكومية وغير حكومية، و/34/ معهداً متوسطاً، وحاضنة أعمال القرى من أجل مشايع النساء الصغيرة، والهدف منه تأسيس مشاريع النساء الصغيرة ومتناهية الصغر، وتأسيس حاضنة أعمال القرى.

وكذلك المعهد العالي لإدارة الأعمال، والذي يهدف إلى:

تطبيق الإداء والاستراتيجية.

تطبيق برامج تعليم الخريجين.

تطبيق برامج تدريب إداري.

تحديث إدارة البلديات.

ويهدف البرنامج إلى تحديث إدارة البلديات، وإلى تحسين نوعية الحكم المحلي وفعاليته في الكثير من نواحي الحياة، ويركز المشروع على ست مدن في سورية، والنتائج، خدمات أفضل، وتحديث الإدارة المحلية.

في الطاقة

كان الهدف تحديث قطاع الطاقة الكهربائية، وتكييفه مع مبادئ اقتصاد السوق بهدف تعزيز أدائه الاقتصادي، والمساعدة الاستشارية في تخطيط السياسات، ومراقبة التطوير، بالإضافة إلى المساعدة الفنية في تخطيط المشاريع الرائدة وتنفيذها، وفي نقل نتائج المشاريع الرائدة إلى مرافق ووظائف أخرى مثل العدادات، والفوترة، وتحصيل العوائد، والمحاسبة، والمراقبة المالية.

ومشروع سوق الغاز الأوروبي العربي، والذي يهدف إلى دعم إصلاحات صناعة الغاز وتحديثها، بالتشديد على تطوير سوق الغاز وشبكته، وتقوية إطار العمل التنظيمي والقانوني ونقل المهارات والخبرات.

في التحديث المؤسساتي

يهدف البرنامج إلى مساعدة الحكومة في صياغة برنامج التحديث وتنفيذه، وكذلك في التحضير لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وتنفيذها، ويساهم المشروع في توسيع استراتيجيات  إصلاح القطاع الاقتصادي من أجل تطوير اقتصاد السوق الاجتماعي الفعال، كما يدعم صياغة إصلاحات، وتنفيذها ضمن مؤسسات سورية عبر تأمين المساعدة الفنية.

في قطاع البناء

الهدف المتوخى من هذا المشروع الإقليمي هو تعزيز إجراءات فعالية الطاقة، ومن نتائجه، تأسيس شبكات المعلومات والاتصالات والتعاون الإقليمية في قطاعي البناء والطاقة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي:

مصرف الاستثمار الأوروبي.

نقل كهرباء، توزيع كهرباء

الرعاية الصحية.

مرفأ طرطوس مساعدة مادية.

صندوق المشاريع الصغيرة.

محطة توليد الطاقة في دير علي.

محطة توليد الطاقة في دير الزور.

الاتصالات الريفية.

الإمداد المائي والصرف الصحي ريف دمشق.

في مجال السياحة الثقافية

الهدف من البرنامج ترويج المواقع والمعالم التاريخية الأساسية، وترويج فرص من أجل شركات جديدة أوروبية سورية، والتخطيط لمشروع رائد في تدمر، وتدريب مسؤولين حكوميين في مجال إدارة المواقع.

إصلاح نظام المالية

كما يهدف إلى تحسين دور الحكومة السورية في الاقتصاد، عبر إصلاح نظام المالية العام بهدف تسهيل مشاركة سورية في منطقة التجارة الأوروبية المتوسطية، والهدف منه تطوير إطار العمل المؤسساتي السوري في مجال الضريبة والمالية العامة.

برنامج دعم القطاع المعرفي:

والهدف العام المساهمة في النمو الاقتصادي بدعم الإصلاح المستمر للقطاع المصرفي. وتحسين مهارات العاملين في القطاع المصرفي وإداراته. ودعم الحكومة السورية والمشاركة الحاسمة والواضحة في تأسيس قطاع مصرفي ومالي سليم ومعافى.

 برنامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة:

يهدف المشروع إلى المساهمة في النمو الاقتصادي في سورية بتحسين تنافسية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم بناء المقدرات وتطوير المؤسسة الوطنية لدعم المشاريع الصغيرة وصياغة سياسات تقوية القطاع الخاص ودعمه.

الإمداد المائي والصرف الصحي:

تحسين الوضع الصحي والصرف الصحي في عدة قرى ويأمل المشروع أن يحسن المعيشة للسكان وتلبية حاجاتهم الأساسية وتأمين مورد مائي مستدام وموثوق.

تحسين إمكانية توظيف اللاجئين الفلسطينيين في سورية ويهدف المشروع إلى زيادة عدد الفلسطينيين الشباب الموظفين والمساهمة في تخفيف نسبة الفقر وتحسين رفاههم الاقتصادي.

أوروبا الآن

ما تم استعراضه عن علاقة سورية بالاتحاد الأوروبي، وكما رأينا جميع الأنشطة هي ندوات وروش عمل ومؤتمرات جرت في ظل التحولات الاقتصادية في سورية نحو اقتصاد السوق الليبرالي، وكان الاتحاد الأوروبي يدفع تكاليف هذه الأنشطة الخلبية، ولم نجد في جميع هذه الأنشطة مشروعاً صناعياً إنتاجياً، وأوروبا الآن اتخذت عقوبات اقتصادية ضد سورية، الآن ألا تستدعي أنشطة الاتحاد الأوروبي في سورية خلال سبع سنوات وقفة مراجعة لأداء الحكومة السابقة، وأداء الاتحاد الأوروبي في سورية.