«نداء عاجل»!!

«نداء عاجل»!!

يبادر التجار الكبار منهم والصغار إلى رفع أسعار السلع في محلاتهم ومستودعاتهم إذا ما اشتموا رائحة ارتفاع في الدولار، إلا أنهم لا يعودون عن هذه الأسعار رغم تراجعه، وهذا ليس بالحديث الافتراضي، بل إنه مع ارتفاع الدولار إلى رقم قياسي جديد منتصف الأسبوع الماضي إلى 325 – 340 ل.س، وبنداء عاجل، وبالسرعة القصوى، قرر التجار رفع أسعارهم، إلا أن عودة الدولار بعد 24 ساعة أكثر من 50 ل.س، إلى حدود 270 ل.س للدولار الواحد، لم يدفع هؤلاء لتخفيض أسعارهم التي رفعوها بحجة ارتفاع الدولار..
كما أنه مع الارتفاع الجنوني المؤقت للدولار، فضّل التجار إقفال محلاتهم، والامتناع عن البيع، فالبضاعة التي بحوزتهم تزيد أسعارها وهي في مكانها، فلا حاجة لبيعها، بل إن بقاءها سيحقق ربحاً إضافياً، وهذه هي بوصلة سلوكهم في استغلال السوريين..
في المناطق غير الآمنة، قد يَعذِرُ البعض المؤسسات الرقابية إذا لم تكن فاعلة، ولكن، ماذا عن المناطق التي تشهد استقراراً أمنياً؟!  فالفعاليات التجارية في طرطوس على سبيل المثال استنفرت لارتفاع الدولار، ورفعت جميع أسعار المواد التي تبيعها بنسبة تصل إلى 50%، إلا أنها تجاهلت انخفاض الدولار، وحافظت على اسعارها، فهل لأحد أن يفسّر لنا هذه المفارقة؟! ولما لم تفتح المؤسسات الرقابية والحكومية تحقيقاً مع كبار التجار لأن الصغار هم صدى لهم لا أكثر؟! أم أن أصحاب القرار يريدون رميها في خانة المصطلحات الهلامية، كـ«تجار الأزمات»، والتي اعتادوا من خلالها التهرب من كل الاستحقاقات التي تطال لقمة عيش السوريين!!..