الـ «مصدر المسؤول» وسهير الأتاسي والشيطان!

حمل يوم الأحد24-07-2016، مؤشراً إيجابياً جديداً فيما يتعلق بمواقف كل من النظام و«الائتلاف»، من استئناف مفاوضات جنيف، لبحث المسألة السورية.

نقلت وكالة سانا الرسمية للأنباء عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القول « ..تجدد سورية الإعلان عن حرصها على تحقيق حل سياسي للأزمة السورية يلبي تطلعات الشعب السوري ويحظى بدعمه وهي مستعدة لمواصلة الحوار السوري- السوري دون شروط مسبقة على أمل أن يؤدي هذا الحوار إلى حل شامل يرسمه السوريون بأنفسهم دون تدخل خارجي وبدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.»

من جهته أكد «الائتلاف»، وعلى لسان سهير الأتاسي «سيكون من المفيد اختبار جدية  النظام بحديثه عن عدم وجود شروط مسبقة... هذا الأمر يعني أنه لا يشترط عدم بحث الانتقال السياسي الحقيقي والجذري والشامل أولاً، وذلك عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات والصلاحيات، كما نص على ذلك بيان جنيف، وكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة»

رغم المكابرة المضمرة في تصريحات الطرفين الأخيرة، واستمرار كليهما بالبروباغندا المهيمنة على مواقفهما فيما يتعلق بالمفاوضات، فأن صدور التصريحين في يوم واحد، وتوقيتهما عشية اللقاء الثلاثي المرتقب بين الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة بخصوص الأزمة السورية، يحمل العديد من الدلالات، والمؤشرات:

- إن كلا الطرفين يحاول توليف موقفه مع التوجه الدولي باستئناف المفاوضات، ويحاول تبرئة ساحته من الجمود الذي اكتنف محادثات جنيف، فـ«الأتاسي» أصبحت تقول بالتغيير الجذري الشامل، دون أن تأتي على ذكر «الاسقاط» والشروط المسبقة، وبات « من المفيد اختبار نوايا النظام» حسب قولها! 

أما المصدر المسؤول، فيولي «أهمية لموضوع فك ارتباط المجموعات المنضمة إلى نظام وقف الأعمال القتالية عن المجموعات الإرهابية» أي أن هناك مجموعات إرهابية، وأخرى غير ذلك!

- إن التوافق على ما هو عام، وهذه النقلة الجديدة لا تعني أن رجس «شيطان التفاصيل» قد زال تماماً، وأن قوى الإعاقة الدولية والإقليمية والمحلية فقدت كل قدرتها على المشاغبة في ملعب الحل السياسي، إلا انه بالمقابل، بات في حكم المؤكد إن هذه القوى أصبحت في موقع لا يحسد عليه، وباتت أضعف من وضع الشروط المسبقة، وهامش مناوراتها ضاقت أكثر فأكثر.

- أنها بداية لتدحرج المواقف نحو الحل السياسي، والذهاب الى الجانب الإجرائي، وتأكيد جديد على أن التوافق الدولي يفرض إيقاعه على المشهد أكثر فأكثر، حيث تؤكد أغلب التحليلات على استئناف قريب لمفاوضات جنيف في ظل الإصرار الروسي على تطبيق القرارات الدولية بهذا الخصوص، وضمن المهل الزمنية المحددة لها، الأمر الذي يعني تعزيز مواقع القوى التي دعت إلى الحل السياسي منذ بداية الازمة السورية، وبقيت ثابته على مواقفها، رغم كل حالات المد والجزر.